يبدو أن أزمة الثانوية العامة هذا العام ستشهد عدد من الخلافات الجذرية، لم تشهدها الأعوام السابقة، فقد استطاع "شاومينج" أن يحدث خللًا في امتحانات الثانوية العامة هذا العام لم يكن لها مثيل من قبل، وعلي خلفية ذلك قام عدد من الطلاب بالدعوي الي التظاهر يوم 13 يونيو الجاري؛ للمطالبة بإقالة وزير التربية التعليم، الدكتور الهلالي الشربيني وإلغاء التنسيق، وأيضًا معاقبة المسئولين عن تسريب الامتحانات، معلنين أماكن التظاهرات على مستوى الجمهورية.
وأضاف الطلاب، على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما أسموه "البيان الأول"، وأكدوا فيه نزولهم يوم الإثنين 13 يونيو الجاري بجميع محافظات الجمهورية؛ للمطالبة بإقالة وزير التربية والتعليم، وإلغاء نظام التنسيق، ومعاقبة كل من تسبب في تسريب امتحانات الثانوية العامة، وإلغاء قرار الـ10 درجات الذي تم تجميده حتى العام المقبل.
وأعلن الطلاب عن أماكن التظاهر، في القاهرة أمام وزارة التربية والتعليم في تمام الساعة 9 صباحًا، والإسكندرية سيتجمعون عند بيرم التونسي بالشاطبي؛ وبعد اكتمال الأعداد سيتم التوجه إلى مكتبة الإسكندرية في تمام الساعة 10 صباحًا، والزقازيق سيتجمع الطلاب أمام مبنى المحافظة في تمام الساعة 9 صباحًا.
وأوضح الطلاب عن باقي المحافظات، أنه سيتم التنسيق بينهم لاختيار الأماكن المناسبة أو الإعلان عنها وقت التجمع، موضحين أن الموعد المحدد هو أنسب وقت؛ لأن جميع المصالح الحكومية ستكون أثناء العمل.
وكانت امتحانات الثانوية العامة شهدت الأيام الماضية، عددًا من التسريبات في أوراق بعض المواد مثل "الدين، واللغة الإنجليزية"، وتم تداول هذه التسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد أن نشرت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" بعد بدء امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة بنصف ساعة فقط، صورة الامتحان كاملًا.
وفي محاولة للتصدي لانتشار ظاهرة الغش في امتحانات هذا العام قال عبد الرحمن برعى وكيل لجنة التعليم، إن اللجنة اقترحت التشويش على لجان الثانوية العامة اثناء الامتحان، لمنع ظاهرة الغش الالكترونى وكذلك القضاء على ظاهرة التسريب، لافتا إلى أنه رد على اللجنة بأن القانون لا يسمح بتنفيذ ذلك فى الوقت الراهن.
وأضاف برعى أن اللجنة تسن تشريع لاتاحة التشويش على لجان الامتحانات ومحاصرة محاولات الغش الالكترونى بكل أشكالها، لافتا إلى أن اللجنة تدرس حلول كثيرة لمواجهة هذه الظاهرة وعدم السماح بتكرارها فى الأعوام القادمة
ومن جانبه، أكد معاون وزير التربية والتعليم الأسبق طارق نور الدين أن الامتحان المشفر والطباعة اللامركزية تعد من أهم البدائل للقضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات.
وقال نور الدين ما حدث من تسريب امتحان التربية الدينية للثانوية العامة وإلغاء الامتحان وتحديد وقت آخر لإعادته هو شىء خطير يجب أن نعيد أوراقنا وحساباتنا فيه خاصة أنه من المفترض أن يكون هناك إدارة حقيقية للأزمة من خلال امتحان بديل".
وأضاف طالبنا مرارا وتكرارا اتباع برامج استراتيجية الوزارة 2014 2030 والتى تم إهمالها بعد رحيل الدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم الأسبق خاصة وأن الاستراتيجية بها جزء خاص بنظام امتحانات الثانوية العامة خلال المرحلة التأسيسية".
وأوضح كانت الاستراتيجية بها عدة بدائل للقضاء على بعبع الثانوية العامة ولاسيما تسريب الامتحانات، وأردف قائلا وضعت الاستراتيجية في هذا الصدد عدة برامج للقضاء على هذه المشكلة منها مشروع المواد المؤهلة، وأضاف أن الاستراتيجية وضعت خطة أيضا لطرق وضع الامتحان ومشروع الطباعة اللامركزية فى كل القطاعات بالتوازي.
وأشار إلى أن هناك مشروعا يسمى "الامتحان المشفر" الذى يطبع قبل الامتحان بساعة فى كل اللجان على التوازى بالتعاون مع وزارة الاتصالات من خلال كود مشفر يسمح لرئيس اللجنة بطباعة الامتحان بعد دخول الطلاب اللجان وقبل ميعاد الامتحان بساعة وهذا للقضاء على أخطر مرحلة يمر بها الامتحان وهى مراكز التوزيع ومرحلة نقل الأسئلة.
وأكد نور الدين أنه كان من ضمن آليات هذا المشروع وجود رقم جلوس الطالب بعلامة مائية على ورقة الاسئلة حتى يصعب تسريب الامتحان، وأوضح أنه لو حدث تسريب في هذه الحالة فإن الأجهزة كانت ستتعرف بالتحديد على من قام بالتسريب فورا وفى هذه الحالة سيكون الطالب نفسه حريصا على ورقه الأسئلة أكثر من غيره، فضلًا عن توفير ملايين الجنيهات فى الطباعة والنقل على نفقة الوزارة مع وجود أمان كامل بعدم تسريب الامتحان قبل بدء موعده كما حدث فى امتحان التربية الدينية هذا العام.