«عبدالله بن الحارث»، لمن يجهل تاريخه هو صحابي جليل هاجر إلى مصر وقتما كانت المحروسة ملاذا آمنا لأل بيت الرسول الكريم وصحابته، وآخر من توفى من صحابته النبي، يقبع قبره ومقامة فى قلب قرية «صفط تراب»، بمحافظة الغربية، تلك القرية التى اشتهرت قديماً باسم "صفط القدور" وتعنى قدور الذهب والفضة، تعتمد تلك القرية حتى الأن على مهنة الزراعة كزراعة الأرز والكتان والبقول .
للوهلة الأولى عند دخول مسجد الصحابى عبد الله بن الحارث ترى ذلك المسجد الشاسع المساحة الممتد الأركان، جديد الفرش ، إلا أن هناك غرفا قديمة بجوار المنبر كتب أعلاها على لوحة من رخام «هنا يرقد جثمان عبدالله ابن الحارث ..شيخ المصرين» .
يقول الشيخ أبو ريا أمام وخطيب المسجد: «مقام وقبر الصحابى الجليل يقع فى غرفة ملحقة بالجامع وتعد مزارا لكافة المسلمين، كما أن هناك وفودا أجنبية تأتى لزيارته من تنزانيا ونيجيريا، هذا إلى جانب الصحف المصرية والأجنبية التى تناولت المسجد والقبر».
وأشار «أبو ريا» على أحد الجدران قائلاً:«الحارث ليس وحده هنا، بل يرقد "مولاه" أى خادمة العاص، وأنا رأيته قبل ترميم المكان، فذات يوم كنا ننظف الغرفة ووقعت إحد الحجارة المعلقة فى الجدار فرأيت شيئ أبيض داخل حفر فخلعت حجارة أخرى، وجدته ممدد داخل الجدار ملفوف فى كفنه، وبعد الترميم، وضعنا باب على القبر، أما عبدالله أبن الحارث فدفن فى الأرض تحت تلك المقصورة، وكتب فى الأركان الأربع الخلفاء الراشدين "أبو بكر ، على ، عثمان ،عمر».
وأضاف إمام المسجد : دخل "ابن الحارث" أو شيخ المصرين، إلى مصر مع سيدنا عمرو أبن العاص لفتح مصر فى الفتوحات الأسلامية، واختلط بمصر وأهلها، وكان حاكم قرية "صفط أبى تراب" أو أقليم الدلتا، التي كان يتحكم في أمورها ملك يهودي ظالم يدعى "توران" ففتحها عبدالله وقتل الملك وحكم أقليم الدلتا، حتى توفى عام 86 هجرية.
التقط «الشيخ مصطفى» أحد أبناء القرية أطراف الحديث قائلا إن قرية صفط تراب من أكبر وأهم القرى الأثرية ذات الطابع الخاص بأقليم الدلتا ، لكنها مهملة ولا ينظر لها بعين الاهتمام .
وتابع «نحزن كثيراً عندما يأتى مريدى السيد البدوى من كل حدب وصوب إلى ساحته كل عام للتبارك بالضريح، وتقام الفاعليات الدينية كالاحتفال بليله القدر والإسراء والمعراج هناك، ولا يعلم أحد عن ذلك المقام، فالأولى بتلك الأحتفالات والاهتمام هو ضريح الصحابى العلامة ، الذى فتح الأقليم وحمى أهله بل وعلمهم أيضاً ما لا يفقهوه عن الدين وأمور الدنيا».
نقلا عن العدد الورقي.