تقسيم الشرق الأوسط مفتاح اللغز.. الأردن يدفع ثمن رفض المشروع الأمريكي الصهيوني في فلسطين وسوريا.. والسعودية منعت المساعدات فتسببت في أزمة

كتب : سها صلاح

بدأت الاحتجاجات في الأردن خلال الأسبوع الماضي على مشروع قانون ضريبة الدخل حيث بلغت ذروتها بعد أن أعلنت الحكومة الأردنية رفع أسعار البنزين، ما دفع الأردنيين للخروج بسياراتهم إلى الدور الرابع في العاصمة أمام مقر الحكومة الأردنية وإيقاف السيارات احتجاجاً على القرار.

والاحتجاجات التي ضربت الأردن بسبب شروط صندوق النقد الدولي الذي اشترط فرض ضريبة على الدخل وعلى الفور قامت الحكومة الأردنية برئاسة هاني الملقي بتقديم مشروع قانون الضريبة على الدخل على البرلمان الذي رفض مناقشة القانون،وهنا ظهرت الاحتجاجات والاعتصامات التي ضربت الأردن ودعوات مجلس النقابات العامة الذي هدد الحكومة بعصيان مدني في حالة إصرار حكومة هاني الملقى على هذا القانون.

وتشير كل المؤشرات على أن الأردن تدفع ثمن رفض العاهل الأردني أية مخططات لتصفية القضية الفلسطينية،وهو ما جعل الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب يصب غضبة على الأردن من خلال نشر أفكار الاحتجاجات التي من أهدافها نشر الفوضى الخلاقة.

-الأزمة سياسية:

کشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية، أن السعودية والإمارات وإسرائيل وأمريكا كان لهم دور في تصاعد الأحداث والإحتجاجات التي تعم الأردن حالياً.

والدليل على ذلك أمران حدثا في الأردن في الأيام الأخيرة أدوا بدورهم إلى تلك الأزمة بشكل غير معلن، الأول كان استثناء عمان من الاتفاق بين امريكا وإسرائيل والسعودية، بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والثاني تعزيز تظاهر الأردنيين في المدن الكبرى ضد رفع أسعار النفط والكهرباء ومشروع ضريبة الدخل الجديد،حيث أكدت قوات الأمن الأردنية على علن مدير الأمن العام الأردني فاضل الحمود، اليوم الاثنين،ألقت القبض على 60 شخصًا اعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة خلال الاحتجاجات الجارية، بينهم 8 أشخاص من جنسيات عربية.

وعرض الأمن العام الأردني شريطاً مصورًا لمحاولة محتجين الاعتداء على قسم شرطة بـ"ألعاب نارية"، وكذلك عرض صورا لإصابات لحقت ببعض عناصر الأمن خلال الاحتجاجات.

وفي وقت سابق، ألقت قوات الأمن الوقائي الأردني القبض على 5 أشخاص من جنسيات عربية شاركوا في الاحتجاجات الشعبية في العاصمة عمان ومحافظتي إربد والمفرق.

وأشارت الصحيفة إلي أنه في ظاهر الأمر لا يوجد رابط بين الأمرين فنقل السفارة سياسي، ومطالب الأردنيين تتعلق بالشأن الاقتصادي، لكن الرابط يكمن في أن الأردن يعيش عملياً على الدعم والمساعدات الأجنبية منذ عدة سنوات.

وأضافت الصحيفة أن ملك الأردن عرف كيف يحصل على الدعم من الخليج وامريكا، ولكن لأسباب سياسية قررت السعودية التنازل عن دعم المملكة الهاشمية، كما أن إسرائيل رأت أن الأردن أصبحت تشكل خطراً عليها في تنفيذ مخططها، لذا مارست ضغطها على أمريكا لتقليل حماية الأردن، ليقف على قدميه وحده.

وأضافت الصحيفة أن الأزمة تطورت خاصة بعد مشاركة ملك الأردن في القمة الاسلامية التي عقدت في اسطنبول، ونتيجة لذلك تم منع المعونات السعودية و الامريكية للأردن مما كشف الأزمة الاقتصادية في المملكة.

وتقول الصحيفة إن المنطقة تواجه مخططاً خطيرًا يبدأ بصفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وينتهي بإعادة ترسيم الخريطة العربية، ومن الواضح أن الأردن لا ينساق وراء السيناريو، الذي يتعارض مع بنود "صفقة القرن" والتي من المتوقع أن يعلنها ترامب الشهر المقبل.

وأكدت الصحيفة أن الأردن الآن يدفع الثمن بعد محاصرته اقتصادياً، واختارت تلك الدول هذه الفترة حيث المنطقة بأكملها تقف على مفترق طرق تتعلق بمصیر دولھا وشعوبھا، وفي مقدمتھا تصفیة القضیة الفلسطینیة، وما ھي الاستحقاقات السیاسیة التي یطلبون من الأردن دفعھا مقابل استئناف المساعدات والقروض المالیة.

ھذه الاحتجاجات الشعبیة الواسعة المتواصلة ، والتي تضم لأول مرة اصحاب العمل والعمال والموظفین ، لھا أسبابھا الاقتصادیة الاجتماعیة المحلیة ،كما لھا مخاوفھا السیاسیة ایضا ، وھي بمثابة الرد الوقائي على الصعیدین الاقتصادي والسیاسي معا ، وخصوصا ما یتعلق، بصفقة القرن للشرق الأوسط بأكمله الذي یستھدف فلسطین والأردن وسوریا ولبنان ومصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً