"كنفاني عبد الرسول " أسم عندما تسمعه تعيش لحظات تتحسس فيها بطعم الكنافة التي تشبه الشهد المكرر ، فهوأسم محل له تاريخ عالق بأذهان ربات بيوت محافظة الفيوم ، لكونه أكثر من نصف قرن من الزمان, وما زالت عائلة عبد الرسول, تسيطر على عالم صناعة الكنافه و القطايف, فى محافظة الفيوم, بالرغم من أنتشار الكثير من باعة هذا النوع من الحلوى, التى تتزين بها المائدة خلال شهر رمضان ويشتهر بها الشهر، فهذا الأسم أصبح مرتبطا بشهر رمضان خاصة والعام أيضا ، حيث يتوافد عليه الزبائن, بجميع مراكز المحافظة, ، فترى الكثير من ربات البيوت يفتعلن المشاكل,ويتشاجرن مع أزواجهم فى حالة شراء الكنافه, من محل آخر, لأكتشافهن بعدم جودة الكنافة, من خلال نوعية " العجين " و الطعم " و الملمس.
وألتقت كاميرا " أهل مصر " بشحاته عبد الرسول أبراهيم , الأبن الأكبر لعبد الرسول والذى يبلغ من العمر, والذي يبلغ حاليا حوالى 68 عاما, ويسرد قصته في أمتهانه لصناعة الكنافة ، فيقول ورثنا مهنة تصنيع الكنافة, من جدى ، حيث كانت جذوره ومسقط رأسه بمحافظة القليبوبية, فى عشرينات القرن الماضى, ثم بعد ذلك أنتقل والدى لبيع الكنافة بمناطق الشرابية و العتبة بالقاهرة, ثم أتجه لتوزيع الكنافة فى الفيوم وبنى سويف , وفي ذاك الوقت ومن خلال المحال الذى يقبع وسط مدينة الفيوم و بالقرب من سواقى الهدير الشهير و هو هذا المحل الذى أنشئ فى بدايات الستينات, من القرن الماضى, كان يستقل جدي" عبد الرسول " القطار من محطة مصر برمسيس متجها للفيوم, وخاصة يومى الأثنين و الخميس من كل أسبوع, حيث كان القطار بالمجان بمناسبة زفاف الملك فاروق على الملكة " ناريمان " .
ويضيف"حفيد عبد الرسول "عشر سنوات ظل والدى يأتى لمحافظة الفيوم يومين أسبوعيا, ثم أستقر فى الفيوم عام 1960 بعد أن أشترى منزلا, وحيث أفتتح هذا المحل الموجود حاليا حتى يومنا هذا منذ الستينيات. مشيرا بأنهم كانوا يعدوا الكنافة على الفحم و بشكل يدوى, ومن بعد ذلك تطورت, إلى الفرن الذى يعمل بالكهرباء حاليا ، ذاكرا بأن " رطل " الكنافه كان يباع وقتئذن " بقرشين" و حاليا وصل الكيلو إلى 10 جنيها للكنافه, وكيلو القطايف وصل 15 جنيها, خاصة أن نوعية طن الدقيق الخاص بصناعة هذه الحلوى وصل إلى 5 الاف جنيها, بعد أن كان ب 36 جنيها قبل 40 عاما, وكان من النوع " الزيرو" الأسبانى و الفرنساوى, و الأمريكى.
وأوضح أن السبب وراء قلة حجم التوزيع بسبب أرتفاع سعر الخامات, وأيضا تعريفة الكهرباء, حيث كان يستهلك حوالى 15 طنا خلال شهر رمضان, وحاليا لا يتعدى حجم الأستهلاك أكثر من 3 أطنان فقط لا غير ، لافتا بأن بعض الزوجات, يفتعلن المشاكل مع أزواجهن فى حالة أكتشاف أن أزواجهم أشتروا " كنافة "من محل آخر, مؤكدا على أن ربات البيوت لديهن بديهه في أكتشافهن نوعية الكنافة من حيث سوء عملية التصنيع, وزيادة كميات الملح ، وعن أنواع القطايف فهناك أكثر من نوع , منها العادية والعصافيرى, حلوانى, وهو نوع يشبه رغيف الخبز السياحى صغير الحجم, ويتم حشوها باللحوم المفرومة, أو الجبن .