منذ وعي الإنسان وهو يبحث عن تفسيرات للظواهر التى تحدث من حوله، وإذا لم يتوصل إلى حل فأنه يخترع قصص أغلبها غير حقيقي، خاصة إذا كانت الظاهرة ترتبط بحياة الإنسان، مثل حقيقة مصاصين الدماء.
فدراكولا بطل الأسطورة الأشهر، والتى يعتقد البعض أن هذا الشخص تعرض إلى عضه من خفاش فتسببت فى وفاته ثم عودته للحياة مرة أخري، فأكتسب بعض من صفات هذا الكائن فهو يتغذي على دماء البشر، ويخشي الشمس التى يمكن أن تقتله، وقدمته العديد من الأعمال السينمائية على أنه لا يموت إلا بعد طعنه فى القلب بوتد خشبي حاد، كما أنه يخشي الثوم، والماء المقدس والصليب.
إلا أن تطور الطب اكتشف أن دراكولا ما هو إلا شخص مريض يعاني من متلازمة "البورفيريا" والتي تحدث نتيجة خلل جيني (عيب خلقي) تسبب اضطراب فى انتاج مادة الهيم المسئولة عن تكون كرات الدم الحمراء، مما يسبب شحوب الجلد، وتشوه الأسنان التى تظهر حادة وبارزة، كما تجعل المريض يتحسس من مادة الكبريت التى تتواجد فى الثوم.
وبحسب موقع الديلي ميل البريطاني، كان العلماء يعتقد ون أن مصاصين الدماء ما هم إلا أشخاص مصابون بمرض السل، مما يصيبهم بالشحوب، والحساسية الشديدة لضوء الشمس، كما أنهم يبصقون دماء عند السعال، مما جعل أسطورة أنهم متوحشون أكثر انتشارًا.
والنقطة الثانية فى أسطورة مصاصين الدماء، هى أنهم يعودون للحياة مرة أخرى بعد الموت، ووجد الباحثون تفسيرًا لتلك الظاهرة وهى " مرض الجمدة Catalepsy" وهو اضطراب يصيب الجهاز العصبي المركز، ويسبب تباطؤ ضربات القلب إلى أقصي درجاتها، كما أنه يقلل معدل التنفس، مما يجعل حتى أمهر الأطباء يشخصون الحالة بوفاة المريض.
ولك أن تتخيل مدى معاناة هؤلاء المرضي الذين يواجهون صراعًا مع المرض، والبشر الذين نسجوا قصص خيالية ليس لها أى أساس من الصحة حول قدرات غير موجودة بالمرة.