يحتفل المسلمون في كافة أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك ومن أهم مميزات الاحتفال بالعيد صناعة الكعك والبسكويت، وهو على اختلاف أنواعه وأشكاله لا غنى عنه في عيد الفطر المبارك، وبالرغم أن عيد الفطر عيد للمسلمين إلا أن صناعة البسكويت عادة فرعونية قديمة.
اقرأ أيضا.. خطوات إعداد كحك العيد دايت
تاريخ صناعة كعك العيد..
إن صناعة كعك العيد في الأعياد والمناسبات عادة قديمة اخترعها القدماء المصريين، وسُموه بـ''القرص''.
وقد ارتبطت هذه العادة باحتفالات وأفراح الفراعنة، وقد امتدت هذه الصناعة من عهد الأسر الفرعونية إلي عهد الدولة الحديثة وصولًا إلي القرن الـ21.
ووفقاً لما جاء بكتاب ''لغز الحضارة المصرية'' للدكتور سيد كريم، فإن من أبرز الشواهد على أن هذه الصناعة ''فرعونية'' النشأة؛ فإنه كانت هناك صورًا مفصلة لصناعة كعك العيد في مقابر طيبة ومنف، من بينها ما صور على جدران مقبرة (رخمي _ رع) من الأسرة الثامنة عشر، وتشرح هذه الصور كيف تتم صناعة الكعك تفصيليًا.
ولم تختلف صناعة الكعك عند المصريين القدماء عنها في عام 2012، فهم كانوا يستخدمون نفس المكونات التي تستخدم حاليًا في صناعة الكعك، ويقومون بتشكيل العجين بأشكال مختلفة، ويحشونه كما هو الوضع الحالي.
إزدهار صناعة الكعك في عهد الدولة الفاطمية..
وانتقلت صناعة الكعك من الدولة الفرعونية إلي الدولة الإسلامية، وتحديدًا في عهد الدولة الطولونية. وكان يصنع حينها في قوالب خاصة، ويسمي ''كل واشكر''، وانتقلت صناعته إلي الدولة الأخشدية وأصبح من أهم مظاهر عيد الفطر حينئذ.
أما الدولة الفاطمية فقد اهتمت بهذه الصناعة في عيد الفطر، وهو ما اكسب طباخي الدولة الفاطمية شهرة واسعة، وكان الخليفة يخصص مبلغ 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، وكانت جميع المخابز والمصانع تتفرغ لصناعته من منتصف شهر رجب، وأنشئت بعد ذلك ''دار الفطنة''، وهي دار مخصصة لصناعة كعك العيد فقط.
وتوجد قوالب الكعك التي كان يصنع بها الكعك في عهد الدولة الإسلامية في متحف الفن الإسلامي، وقد كتب عليها عبارات ''كل هنيئًا واشكر''، و''كل واشكر مولاك''وغيرها.
عادة قديمة لكنها مستمرة..
ومازال كعك العيد يحتل مكانة كبيرة في البيوت المصرية في عام 2018، فمع قرب حلول عيد الفطر تبدأ البيوت والأفران والحلوانية في إعداده في العشر الأواخر من شهر رمضان ويكون مشهد الصاجات وصواني الكعك هو الأبرز في شوارع مصر، وتسود في المنازل حالة من الاستنفار لإعداد الكعك الذي يشارك في إعداده جميع الأسرة حتي أن الجيران في بعض المناطق الشعبية يتشاركون في صناعته، فهو أصبح واحدًا من مظاهر التراث والفولكلور الشعبي المصري.
ورغم كثرة المحلات والأفران التي تقدم كعك العيد بمختلف أشكاله وأسعاره إلا أن هناك سيدات كثيرات مايزلن يصرن على صناعة الكعك داخل المنزل سواء في القاهرة أو في محافظات أخري ريفية وصعيدية، مما يعطي شعورًا ببهجة العيد للكبار والصغار.