بالصور.. «الدرويش» ماركة مصرية مسجلة فى «المشغولات الجلدية»

«أنا لسه بدرس خلصت تالتة وطالع سنة رابعة تربية فنية جامعة حلوان»، بهذه الكلمات بدأ الفنان وصانع حقائب الجلد، محمد حسن عبد اللطيف درويش، الذى لم يتعدى الـ20 ربيعًا، حديثه لبوابة «أهل مصر»، كاشفًا أسباب اختياره لتلك المهنة، التي نادرًا ما يلتفت إليها شاب في مثل سنه.

يقول حسن درويش: «بدأت القصة عندما دخلت الجامعة وازدادت الأعباء والمتطلبات المادية، فكان لابد لى أن أبحث عن عمل يعينني على استكمال دراستى، كنت في الثامنة عشرة وقتها، أي من عامين تقريبًا، عملت أولا بالنحت ثم بالديكور مع بعض أساتذتى بالكلية، لكن ذلك لم يكن مرضيًا، فلم أكن مرتاحًا لفكرة المراقبة من «رب العمل»، إننى أتمنى أن أعمل ما أحب وقت ما أحب دون توجيه أو تلقى أمر، فبحثت بين المواد الدراسية حتى لفتت انتباهى صناعة المشغولات الجلدية».

ويؤكد درويش، أن أهم أسباب اختياره لتلك المهنة أنه هو العامل وصاحب العمل في آن، قائلًا: « أنا اخترت المهنة دى بالذات لأني حبيتها ومفيش مدير عليَّ فيها وكمان ناس كتير قالت لى إن شغلي حلو فيها».

وأضاف درويش: «تلقيت في بداية الأمر الكثير من المساندة من قبل الأصدقاء والأهل، فقد كنت محظوظًا، حيث تلقيت دعمًا كبيرًا من والدى ووالدتى»، مشيرًا؛ إلى أنه لم يدخل إلى الحرفة معتمدًا فقط على كتبه الدراسية «كنت أذهب للحرفيين فأسألهم، كما استعنت بوالدي الذي عمل لفترة في صناعة الفوندي (صناعة أوجه الأحذية(، ولحد دلوقتى بيساعدنى وبيدعمنى».

يضيف درويش: «خلال تحضيراتى للتجربة الأولي، اضطررت للادخار من مصروفى مدة عشرين يومًا، لشراء أول قطعة جلدية للعمل عليها، كلفتنى وقتها 185 جنيهًا، لكننى للأسف أفسدها تمامًا بينما كنت أجرب فيها.. بدأت بعدها أتطور مع كل قطعة جديدة أحصل عليها، وعندما حان وقت إنتاج أولى حقائبى، كانت أختى هي زبونى الأول، حصلت منها على ثمن الحقيبة مقدمًا لكي أستطيع شراء الخامات اللازمة، لكن صناعتها استغرقت منى وقتًا طويلًا لأنى كنت ساعتها لا أملك سوى القليل من الأدوات، التي لا تساعد على إنجاز العمل سريعًا».

ويكمل درويش:« ثم كانت الحقيبة الثانية من نصيب أمى، والثالثة صنعتها لنفسى»، موضحًا: «أحب حقيبتي تلك أكثر من كل ما صنعت، صار احتياجي إلى حقيبة أكبر ضروري لكن لا أريد تغييرها، بالرغم من أنني لم أكن أتقنت حياكة الجلد وقتها».

وعن الخامات التي يستخدمها والجلود وكيفية الحصول عليها، أكد حسن درويش، أنه لا يحب شراء الجلود والخامات من المدابغ، قائلًا: « أفضل منطقة باب الشعرية لشراء الخامات، فقد تعرفت إلى بائع هناك يهاودنى في الأسعار ويحسن معاملتى».

يتطلع «الدرويش»، بالإضافة إلى مشروعه، إلى أحلام أخرى يتمنى تحقيقها، فهو يحلم بأن يصبح تشكيليًا محترفًا، مشيرًا إلى أنه شارك في ثلاثة معارض فنية.

صنع «الدرويش»، حتى الآن، أكثر من 100 حقيبة، بالإضافة إلى محافظ النقود و«الأساور»، مشيرًا إلى أنه يعتمد على معارفه في الترويج لصناعته، معترفًا بتقصيره في الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم إنشائه صفحتين على «انستجرام» و«فيسبوك» تحملان اسم «El Darwesh Handmade»، حيث يقول: «للأسف يحتاج الترويج إلى تفرغ، وهو ما لا أملكه، فوقتي موزع بين الدراسة والعمل ورياضة البوكس، أسعى لأن تكون حرفتي الحالية هي مشروعي للمستقبل وهو ما يتطلب مني اهتماما أكبر بالترويج لها».

وحول الخامات والأدوات المستخدمة في صناعة الحقائب من الجلود، أكد «الدرويش» أن نقص الخامات أو الأدوات لم تكن هي أولى المشاكل التي واجهته أثناء إنجاز عمله، موضحًا: «لم تكن لدي مساحتي الخاصة كي أعمل، وكانت غرفتي المشتركة بيني وأخي الذي يكبرني في العمر، هي ورشتي، لكنه ينام مبكرًا بينما أحتاج للسهر لإنجاز الشغل، حُلت تلك المشكلة الآن، لكنني لازلت أواجه بعض الصعوبات في توفير رأس المال، أدخر الجزء الأكبر من مكسبي لشراء الجلود، كل ما أملكه من جلد حاليًا يقدر بحوالي ألف جنيه».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«خربشة في الوجه وكدمات على الساقين».. الأمن يبحث ملابسات وفاة الملحن محمد رحيم