«الصمود والشموخ» علي مر الزمان، عرفت أهرمات الجيزة بتلك الصفات التي وصفها العرب قديما قائلين: «ليس من شئ إلا وانا أرحمه من الدهر الإ الهرمين فاني أرحم الدهر منهما»، علي مدار السنوات الماضية انتشرت العديد من الدعاوي المطالبة بهدم أهرامات الجيزة، ولكن الحديث في تلك الايام هو دعاوي «داعش» التنظيم الارهابي التي تهدد بتدمير الاهرامات.
ففي العام الماضي دعا «إبراهيم الكندري» الداعية الكويتي، إلى هدم الشرك وآثاره، بما في ذلك الآثار التاريخية، كـ «أبو الهول، والأهرامات»، حتى لو ادعى البعض أن بعض الصحابة رأوا هذه الآثار ولم يهدموها.
وتعود أولى محاولات هدم الأهرام إلى الخليفة العباسي «المأمون بن هارون الرشيد»، الذي حاول هدم الهرم الأصغر «منكارع»، لكنه لم يستطع فعل شيء به إلا حفر نفق داخل الهرم سمي لاحقا باسم نفق «المأمون»، الذي لا يزال مستخدمًا حتى الآن والذي يظهر مدخله بوضوح لمشاهدي الهرم من الخارج.
وفي عهد «صلاح الدين الأيوبي» عين الوزير «بهاء الدين قراقوش» نائبًا عنه على مصر، وأثناء تلك الفترة قام «قراقوش» بهدم العديد من الأهرامات الصغيرة، من أجل بناء «قلعة القاهرة، وأسوار عكا، والقناطر الخيرية».
و من خلال رواية له، أعلن «عبد اللطيف البغدادي» في كتابه «الإفادة والاعتبار في الأمور والمشاهدات والحوادث المعاينة بأرض مصر»، وفي بوصير منها شيء كثير «أي الأهرامات»، وبعضها كبار وبعضها صغار وبعضها طين ولبن وأكثرها حجر وبعضها مدرّج وأكثرها مخروط أملس، قد كان منها بالجيزة، عدد كثير لكنها صغار فهدمت في زمن «صلاح الدين يوسف بن أيوب»، على يدي «قراقوش»، وهو الذي بنى السور من الحجارة محيطًا بالفسطاط والقاهرة وما بينهما وبالقلعة التي على المقطّم، وأخذ حجارة هذه الأهرام الصغار وبنى بها القناطر الموجودة اليوم بالجيزة».
وعقب وفاة «الايوبي» حاول ابنه «العزيز عثمان بن يوسف» هدم الأهرمات، حيث بدأ بالأصغر «منكاورع»، ورغم تسخير الكثير من العمال والموارد، فإنه لم يستطع خلع إلا أحجار بسيطة، وبعد 8 أشهر يأسوا من تلك المهمة.
وفي عهد الحاكم «محمد علي باشا» أصدر أمرا إلى المهندس الفرنسي «لينان بهدم الهرم الأكبر»، واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس «دلتا النيل» في منطقة «شلقان»، والتي أصبحت فيما بعد «القناطر الخيرية».
وعلي الجانب الآخر، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أنها تؤمن جميع المواقع الأثرية والمناطق السياحية في البلاد بشكل كامل، وعلى رأسها أهرامات الجيزة.
وأوضح مصدر بوزارة الداخلية، أن الحكومة المصرية تتعامل مع هذه التهديدات بجدية تامة، مشيرًا إلى تشديد الإجراءات الأمنية في منطقة الأهرامات، وباقي المناطق السياحية الهامة بعد نشر الفيديو الأخير لتنظيم الدولة.
وأضاف المصدر، أن جميع المزارات السياحية في مصر ستظل تستقبل الزوار والسائحين بشكل طبيعي، على الرغم من تكثيف الإجراءات الأمنية بها، موضحًا أن هذه الأماكن مراقبة بكاميرات على مدار اليوم، ومن بينها نحو مائتي كاميرا ثابتة ومتحركة لتأمين منطقة أهرامات الجيزة بشكل كامل.