مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، تكليفه للمهندس مصطفي مدبولي، بتشكيل الحكومة الجديدة، طفت الأحزاب على المشهد بقوة، فالبعض يطالب بالحصول علي مقاعد في الحكومة الجديدة، وفي مقدمتهم حزبي «الوفد»، و«مستقبل وطن»، فكلًا منهما يسعي للتربع علي عرش الساحة السياسية والحزبية، خلال الفترة القادمة، وبالنظر إلي الوفد، نجد أنه يستمر في عقد الاجتماعات مع الأحزاب للسيطرة علي المشهد وتكوين شراكات حزبية، وفقًا لدعوة الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الخامس، أما عن مستقبل وطن، نجد أنه بعد نجاحه في الانضمام لحملة الرئيس السيسي «من أجل مصر»، و بعد استقطابه لأعضاء حزب المصريين الأحرار، يسعي الآن ليصبح أكبر حزبا موجودا علي الساحة السياسية بمصر.
لذا لجأت الأحزاب الغير ممثلة في البرلمان إلي تكوين جبهة معارضة، لإحداث نوع من التوازن السياسي، ومحاولة منهم للظهور علي الساحة بعض استبعادهم، وفي مقدمة تلك الأحزاب، حزب الغد، الذي دفع بمرشح رئاسي، خلال انتخابات الرئاسة السابقة.
وطالب البعض بتغيير الوزارات الخدمية، لعدم تحقيقها الأهداف المرجوة منها خلال الفترة الماضية، وعلي رأسها وزارة الصحة، وطالب البعض الآخر، بدمج الوزارت، لتوفير النفقات المهدرة علي وزارات عديدة ، لاسيما أن رواتب الوزارء مرتفعة، وبالرغم من اختلافهم الا أنهم اجتمعوا علي أن الحكومة الجديدة يجب عليها مواجهة الفساد والبطالة والإرهاب والمشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري وتؤرقه بشدة.
ومع اقتراب انتخابات المجالس المحلية، التي غابت منذ 10 سنوات، فإن هناك نية قوية واستعدادات مستمرة من جانب الأحزاب الممثلة في البرلمان وغير الممثلة به، يأتي ذلك محاولة منهم لإثبات قدرة كوادرهم الشبابية علي التربع علي الساحة السياسية، والوصول إلي السلطة.
رفض دمج الوزارات
قال المهندس موسي مصطفي موسي، رئيس حزب الغد والمرشح الرئاسي السابق، إن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمهندس مصطفى مدبولي، لتشكيل الحكومة الجديدة، يعد قرارًا صائبًا وموفقًا، نظرًا لجهوده الجبارة خلال فترة توليه وزارة الإسكان والتعمير، كما أن دوره المؤثر هو من تسبب في اختيار السيسي له، متوقعًا أن يحقق نجاحات رائعة أثناء توليه رئاسة الوزراء، مشيدًا بقدرته علي مواجهة التحديات التي تؤرق المجتمع المصري، لافتًا إلي أن السيسي تحمل الكثير خلال الفترة الرئاسية الأولي، لكن بتوازنه الكبير واختياراته السديدة استطاع العبور بمصر من النفق المظلم.
وأوضح"موسي"، في تصريح خاص أنه يرفض تمامًا فكرة دمج الوزارات مع بعضها البعض، متمنيًا أن يقوم الوزير القائم علي وزارته بمهامه كما يجب أن يكون أولًا، ثم يتم التطرق فيما بعد لإدارته لوزارة أخري، مضيفًا أن دمج الوزارات يعد أمرا صعبا للغاية، لأنه من شأنه إعاقة عمل الوزير.
وأكد رئيس الحزب أن «الغد» يسعي لتشكيل جبهة معارضة، لاحداث نوع من التوزان الحزبي والسياسي بمصر، وذلك بالتعاون مع الأحزاب التي ليس لها تمثيل برلماني، مؤكدًا من عدم وجود أي نية للانضمام أو التعاون مع الأحزاب الدينية، لافتًا أن الهدف من التعاون مع باقي الأحزاب هو تشكيل معارضة بناءة تعمل علي رفعة الوطن وتطبيق الديمقراطية، دون الوقيعة بين الشعب والحكومة أو الإضرار بالصالح العام، بل لتحقيق التنمية والبناء والرخاء.
وأشار رئيس حزب الغد، أن الأحزاب التي لها تمثيل برلماني تسعي هي الأخري للإندماج مع بعضها البعض لتشكيل جبهة مساندة للحكومة، مثل حزب مستقبل وطن، كما أن ائتلاف دعم مصر يسعي للتحول إلي حزب سياسي، كي يستطيع التواجد بشكل مستمر علي الساحة السياسية.
وصرح رئيس حزب الغد، أن المسح الشامل لمحافظات مصر، أكد أن علي وجود 57 ألف مقعد بالمجالس المحلية، لذا فإن الحزب يأمل في الحصول علي مقاعد في الانتخابات القادمة، لاسيما أن الحزب لديه القدرة علي التواجد بشكل كبير وخدمة الوطن.
«الوفد» و«مستقبل وطن» البحث عن وزارة
في نفس السياق، قال خالد العطفي، رئيس حزب الأمة، أن حزبا الوفد ومستقبل وطن، يسعيان للحصول علي مقاعد بالحكومة الجديدة، بعدما استطاع حزب مستقبل وطن، أن يضم له أعضاء حزب المصريين الأحرار، الذي كان يمثل غالبية أعضاء مجلس النواب، لكنه أعاد التأكيد.
ومن جانبه، تسائل اللواء محمد الغباشي، نائب رئيس حزب حماة وطن، أنه من المفترض أن تشارك الأحزاب في تشكيل الحكومة لكن هل الأحزاب لديها الكوادر والقدرة للقيام بذلك الأمر؟!، مجيبًا علي سؤاله:" لا أعتقد ذلك"!.
وأشار الغباشي أن «حماة وطن»سيشارك بقوة في انتخابات المجالس المحلية، نظرًا لوجود ملفات جيدة بالحزب، بالإضافة إلي تواجد العديد من الكوادر الشبابية المتميزة القادرة علي المنافسة في تلك الانتخابات.
نقلا عن العدد الورقي.