كشفت صحيفة أتلنتيكو الفرنسية نقلا ًعن رولان لومباردي الباحث في معهد دراسات العالم العربي في جامعة أيكس-مارسيليا الفرنسية، إن ظهور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان علناً، إلى جانب الرئيس الروسي خلال افتتاحية كأس العالم يعد بمثابة منعطف جيوسياسي.
وقالت الصحيفة أن ذلك الظهور أرسل عدة رسائل للداخل السعودى والخارج الغربي، حيث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما سلم في المرة الأولى على ولي العهد السعودي بعد الهدف الأول كان يريد إيصال رسالة معينة وهي أن روسيا كانت حليف أفضل وأقوى من أمريكا لدولة الخليج، خاصة وأن العلاقات بين البلدين أصبحت معقدة بعد العقوبات الأمريكية على روسيا التي منعت بعض دول الخليج من استيراد وتصدير أي شئ لروسيا.
واضطرت الرياض في الوقت الحاضر إلى إعادة النظر في العداء التاريخي مع موسكو، ومع الضعف الذي مس اقتصادها وسياستها، إلى جانب الإخفاقات المتتالية التي صاحبت سياسة الرياض بالمنطقة في ظل تنامي الدور الروسي بالشرق الأوسط خاصة في سوريا ، وجد السعوديون أنفسهم أمام فرصة للتعاون مع روسيا خاصة ,أنهلا حليف إيران ويمكن أن تهدئ الأوضاع في المنطقة.
ومنذ 2015 تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، حيث أدى الملك سلمان زيارة إلى روسيا وهي زيارة تاريخية خلال شتاء سنة 2017.
واتفقت كل من موسكو والرياض على الترفيع في أسعار النفط، أما فيما يتعلق بالشأن السوري، فيساعد السعوديون في الوقت الحاضر الروس لإيجاد حل سياسي، ووافقوا على إبقاء الأسد في السلطة.
وقال الباحق للصحيفة الفرنسية أن الرسائل جاءت في المقام الأول لتؤكد على أن ولي العهد السعودية محمد بن سلمان أرادا أن يؤكد للعالم أجمع أنه ما زال حياً وفي صحة جيدة، رداً على الإشاعات التي شككت في أن تم اإتياله أوتعرض للتسممم.
كما بعث ظهور بن سلمان إلى جانب الدب الروسي، برسالة إلى خصومه داخل المملكة وخارجها، تؤكد أنه ليس حليفاً فقط لترامب، وإنما يمكن أن يكون هناك تعاون بين روسيا والرياض وليس حكراً على واشنطن فقط.
ووفقاً لبوتين، الذي تمكن من اقتناص فرصة استضافة تنظيم حدث من أضخم المظاهر الرياضية، فقد نجح في التأكيد مرة أخرى للجميع أنه يتواصل مع الجميع ولا يعاني عزلة.
ويبدو أن سيد الكرملين يعمل أيضاً على توجيه رسالة إلى "حلفائه" الإيرانيين، ما يعكس نيته إعادة النظر في علاقته بإيران، لمحاولة سيطرتهم على الشرق الاوسط وهذا ما يغضب القيصر الروسي حالياً.
وعن الظهور العلني الأول لولي العهد السعودي بعد حادث قصر الخزامي، قالت الصحيفة أن هذا الظهور يمكن أن يشير أيضاً إلى أن الوضع في المملكة قد عاد إلى طبيعته من جديد بالنسبة لولي العهد السعودي، بعد حادث قصر الخزامي الملكي في ليلة 22 أبريل 2018.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
