أعلنت امريكا أمس انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،بعد موقف الأمم المتحدة المتحيز تجاه إسرائيل.
وقالت نيكي هيلي الممثلة الائمة عن امريكا لدى الأمم المتحدة، وأن الولايات المتحدة أدارت مفاوضات مع الأمم المتحدة دون جدوى، وهو ما دعا الجانب الأمريكي إلى اتخاذ هذا الموقف، حيث عقد وزير الخارجية، مايك بومبيو ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أكثر من لقاء في هذا الصدد، دون الخروج بنتيجة مهمة.
يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان هو هيئة حكومية دولية تابعة إلى منظومة الأمم المتحدة، وتشكل في العام 2006، ويتألف من 47 دولة مسؤولة عن تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في أنحاء العالم كافة.
ويعد هو ثالث انسحاب بعد انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق مع القوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي لعام 2015، ويأتي كذلك في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة انتقادات شديدة لاحتجازها أطفالاً جرى فصلهم عن آبائهم المهاجرين، عند الحدود المكسيكية الأميركية.
لماذا قد تستفيد مصر وكوبا؟
قالت صحيفة الاندبندت البريطانية أن الانسحاب الأمريكي من شأنه تقوية شوكة مصر وكوبا في الأمم المتحدة في قضايا سيادية مثل قضية فلسطين أو اليمن أو غيرها من القضايا المصيرية لبعض الدول المنكوبة.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن الانسحاب مؤسف وإن المجلس "أفضل أداة لدى المجتمع الدولي للتصدي للإفلات من العقاب"، مضيفاً أنها فرصة هامة لمصر لحماية الدول العربية الضعيفة لتكون صوتها في الأمم المتحدة.
التحيز الأمريكي الواضح:
بعد انسحاب الولايات المتحدة بسبب إسرائيل، تأكد العالم أن التحيز السياسي لاسرائيل واضح وبالتالي فإنه لا يمكن أن تكون وسيطاً محايداً لخطة السلام في الشرق الأوسط، ونقلت واشنطن أيضاً سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد اعترافها بها عاصمة لإسرائيل، في مخالفة لسياسة أميركية متبعة منذ عقود.
والولايات المتحدة حالياً في منتصف فترة عضوية مدتها 3 سنوات في المجلس الذي مقره جنيف، ويضم 47 عضواً، والذي لطالما هددت بالانسحاب منه إذا لم يتم إصلاحه، وبالتالي فإن تلك رسالة من أمريكا مفاداها أنها تغض النظر عن انتهاكات قوات الاحتلال لحقوق الانسان في فلسطين.
أول عضو ينسحب
يجتمع مجلس حقوق الإنسان 3 مرات في العام لبحث الانتهاكات الحقوقية في أنحاء العالم، وقرارته ليست ملزمة قانونا لكنها تحمل سلطة أخلاقية.
وعندما أنشئ المجلس عام 2006 قاطعته إدارة الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش، وفي عهد الرئيس باراك أوباما انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الولايات المتحدة في المجلس لدورتين متتالتين وهو حد أقصى للدورات المتتالية.
وبعد غياب عام، انتخبت واشنطن مجددا في 2016 لفترتها الثالثة الحالية، وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ستكون أول عضو ينسحب من المجلس.
وقالت هيلي قبل عام إن واشنطن تراجع عضويتها في المجلس، ويضع المجلس على جدول أعماله بندا ثابتا يتعلق بالانتهاكات التي يشتبه بأنه إسرائيل ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو بند تطالب واشنطن بحذفه.
وصوت المجلس الشهر الماضي لصالح إجراء تحقيق في سقوط قتلى في قطاع غزة واتهم إسرائيل بالاستخدام المفرط للقوة، وصوتت الولايات المتحدة واستراليا وحدهما "بلا".