اعلان

بالصور.. تاريخ «موائد الرحمن».. سميت بـ«السماط» في عهد الفاطميين وأطلق عليها المماليك «دار الفطرة».. والأزهر يؤكد: مليار جنيه تكلفة الموائد

يعتبر الكثيرين من أسر الفقراء أن موائد الرحمن هي سبيلهم الوحيد إلي إفطار شهر رمضان الكريم حيث تشتهر المحروسة بتلك الموائد يعدها القادرين لمساعدة الفقراء وتظل تلك الموائد من الطقوس المستمرة فما بين الأحياء الراقية والشعبية تنتشر وتتزين بها الشوارع والميادين ومحيط المساجد.

وتعود نشأة موائد الرحمن إلي عهد سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم عندما أقام مائدة لأهل الطائف عند زيارتهم له في الشهر الكريم، فكان يرسل لهم وجبتي الإفطار والسحور مع بلال بن رباح، وتبع خطاه من بعده الصحابة والخلفاء الراشدون، فأسس عمر ابن الخطاب «دار الضيافة» ليفطر بها الصائمون.

تعددت أسماء موائد الإفطار من عهد إلي آخر ففي عهد الفاطميين عرفت باسم "السماط"، ويروى أن آلاف الموائد كانت تنصب للصائمين غير القادرين، وعابري السبيل حيث كان الخليفة المعز لدين الهد الفاطمي يخرج من قصره 1100 قدر طعام منوعة، لتوزع على الفقراء في شهر رمضان الكريم، كما أمر بمائدة إفطار طوال الشهر في جامع عمرو بن العاص، وكانت تسمى "دار الفطرة"، وفي عصر المماليك والعثمانيين، فكان الأمراء والأغنياء يقومون بتجهيز الموائد وإرسالها إلى الفقراء، حيث كانوا يفتحون أبواب المحلات لاستقبال الفقراء وعابري السبيل، فضلا عن صرف رواتب إضافية للموظفين وطلاب العلم والأيتام.

أما في عهد الملك فاروق ظهرت الموائد بشكل سياسي أكثر فاطلق عليها المائدة الملكية في قصر عابدين، وكان يحضرها كبار رجال القصر، ثم رعية الملك من المواطنين البسطاء.

أما في عهد الزعيم جمال عبد الناصر وفترة السبعينيات تم انشاء ما يعرف ببنك "ناصر الاجتماعي" من أجل الاشراف علي أموال الزكاة وكان يقام بجوار الجامع الأزهر أكبر مائدة إفطار،تكفي لـ 4000 صائم.

ومع الالفية الثالثة تطورت موائد الرحمن كثيرا حتي أصبحت يتم توصيلها الي المنازل من خلال عدد كبير من الجمعيات الخيرية الاسلامية والمساجد التي يتبرع لها اهل الخير، وتعددت في اطار خدمات توصيل الطعام فنجد خدمة توصيل وجبات الإفطار الأول للخيمة المُعدة للجلوس بجوار المركز الرئيسي للجمعية وهي تسع نحو ألف شخص يوميًا، وهناك من يأخذ طعام معه خارج الخيمة، والثالث فهو القيام بتوصيل وجبات الإفطار إلى المنازل من خلال سيارات خاصة بالجمعية، والرابع يقدم الوجبات للجالسين في الجامع المجاور للجمعية وهناك سيارات تحمل وجبات تسير فى شوارع القاهرة وتسلم كل من تجده أمامها في وقت الإفطار وجبة خاصة من الذين يجدون صعوبة في مغادرة أماكنهم مثل رجال المرور والحراسة والنظافة.

ومن خلال دراسة جديدة أعدتها جامعة الأزهر الشريف تتكلف موائد الرحمن في القاهرة حوالي مليار جنيه، فيما ينفق أهالي المحافظات الأخرى على تلك الموائد مليار جنيه، مشيرة إلى أن عدد المواطنين الذين يرتادون على موائد الرحمن يبلغ ثلاثة ملايين شخص يوميا، مع العلم إن الجهات التي تنظم موائد الرحمن أو عدد الأشخاص يصل إلى عشرة آلاف جهة أو طرف.

وفي الآونة الآخيرة، انتشرت موائد المشاهير التي يقيمها كل عام مشاهير عالم السياسة ورجال الأعمال أبرزهم محمد فريد خميس ومحمد أبو العينيين وأحمد عز، بخلاف موائد الفنانات التي تتربع على رأسها مائدة فيفي عبده ودينا وشيريهان والتي تحظى بشهرة واسعة لما تقدمه من طعام فاخر إضافة إلى مبلغ مالي في حدود 20 جنيها لكل مفطر على المائدة وحرص هؤلاء الفنانين على تقديم الخدمة بأنفسهن لرواد موائد الرحمن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أكبر صندوق سيادي في العالم يسحب استثماراته من إسرائيل