سن المراهقة يعانى من مشكلات كثيرة ويحاول بشتى الطرق الانفصال والاستقلال عن العلاقة الأسرية، مما يخلق مشكلة لديه فى مواجهة البيئة الاجتماعية المحطية به، ويميل إلي العنف فى تصرفاته والردود السيئة التي تصل إلى حد الوقاحة، لذلك نقدم في هذا التقرير وجهة نظر استشاريين الطب النفسي عن الأسباب التي تؤدي لذلك وطرق العلاج.
سن المراهقة وأسباب وقاحة الأبناء
تؤدي التغيرات الجسدية والنفسية والفكرية التي تحدث للمراهق إلي الكثير من الاضطرابات، وتكون الوقاحة تعبيراً عما ينتابه من شعور بالألم والحزن واليأس والصراعات الداخلية.
كما أن يعتبر المراهق مساعدة الأهل تدخلاً، النصيحة تسلط، وتوجيه النقد إليه إهانة، فيعترض على أهله في كل ما يقولونه، وبالتالى يتحول تصرفاته إلى أسلوب سيئ ووقاحة ويصف الجيل الأكبرسنناً بأنهم جيل قديد وإذا لم يوافقوه الرأي ولم ينفذوا رغبته .
ويذكر أن محاولة الانسلاخ عن مبادئ العائلة وقوانينها إحدى وسائل المراهق لتأكيد تميزه عن باقي أفراد العائلة.
ويشير أطباء النفس إلي أن سلوك التمرد والمكابرة والعناد والعدوانية والاستفزاز والوقاحة تعد رد فعل من جانب المراهق على سلطة الأهل التي تستخف بقدراته، التي يعتبرها مساوية لقدرات الراشد، وتعبيراً عن استقلاليته ورغبته في وضع مسافة بينه وبين أهله.
والجدير بالذكر أن الأبناء يروا أن أسلوبهم والذي يصف بـ"الوقاحة" طريقة لتطوير إحساسه بهويته الخاصة؛ وذلك يتم بأن يتكلم بالطريقة التي يريدها، لاختبار قدرة أهله على مقاومة أهوائه واحترامهم للقوانين العائلية التي وضعوها.
اقرأ أيضًا.. مؤلفة "دنيا وما قبل البداية": روايتي تعرض مشاكل الفتيات في سن المراهقة
سن المراهقة وكيفية التغلب على مشكلاته
أكد معظم علماء التربية والنفس على أن مرحلة سن المراهقة ليست المسؤولة وحدها عن وقاحة المراهق، بل إن للأهل أيضًا دوراً في ذلك، وحصروا العلاج وطرق التغلب على المشكلات فى النقاط التالية.
- يجب الابتعاد عن المعاملة المشوشة مع المراهق "فلا تعاملوه كالطفل الصغير العاجز عن تحمل المسؤولية، ولا كما لو كان شخصاً راشداً".
- الاستماع لهم وعدم التقليل من ثقتكم بحكمه على الأشياء وتقديره للأمور، ولا تصروا على أن يكون صورة طبق الأصل منكما، ودعم وجهة نظره.
- لايجب أن يتعاملا الوالدين مع بعضهم أمامه بالنقد اللاذع، فهذا يؤثر عليه سلبياً وينعكس على تصرفاته.
- لا تكونا متسلطين فهذا يشعره بالاضطهاد والاختناق؛ فينفجر وقاحة عند توجيه أي ملاحظة. ولو كانت عادية.
- الحرص الشديد من التفكك الأسري وعدم وجود القدوة الصحيحة، فهذا يُفقده الأمان والاحترام.
- لابد من ملاحظة تأثير مشاهدة الأفلام التي تشجع على التمرد والعنف.
- لابد من المتابعة اليقظة المتزنة من جانب الأهل تجاه أصدقاء والرفاق.
- على أفراد الأسرة الانتباه إلى أن المراهق يميل إلى نسخ طرق تعبير الراشدين معتقداً أن ذل يوضح لأهله أنه أصبح ناضجاً.
- الابتعاد عن عبارات اللوم واستعمال الألفاظ الخارجة معه، وعليكم بين الحين والحين الاعتراف بصواب رأي ابنكم المراهق ومساعدته في التفكير السليم.
- يجب أن تشارك الأسرة الأبناء فى سن المراهقة عند القيام بنشاطاته المفضلة، مع التشجيع على وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
- دعم وجهة نظره ولكن لا تلبوا كل رغباته ، حتى يشعر بوجوده وحقه في التعبير عن رأيه، ويعلم أن هناك آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة.