عقب القمة التي أقيمت بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مؤخرًا، قالت تركيا إن رفات الجنود الأتراك الذين قضو في الحرب الكورية الأهلية قبل أكثر من 60 عامًا سيعادون إلى البلاد من كوريا الشمالية، وسيكشف عن مصير كثير من المفقودين وسجناء الحرب.
وأحيت القمة التاريخية التي عقدت يوم 12 من الشهر الجاري في سنغافورا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون آمال أقارب من ظلت جثامينهم عالقة في كوريا الشمالية، فبموجب الاتفاق الذي توصل إليه ترامب وكيم سيتم إعادة نعوش الجنود الذين تحددت هوياتهم في كوريا الشمالية إلى بلدانهم وسيعرف مصير كثير من المفقودين وسجناء الحرب.
عقب الاتفاق التاريخي بدأت تركيا مباحثات رسمية لإعادة جثامين الجنود الذين استشهدوا في حرب كوريا الأهلية عام 1950-1953 وظلت عالقة داخل كوريا الشمالية، إذ توجه السفير التركي لدى كوريا الجنوبية أرسين أرشين الأسبوع الماضي إلى كوريا الشمالية وأجرى لقاءات على مدار الأسبوع بشأن إعادة رفات الجنود الذين استشهدوا داخل الأراضي الكورية الشمالية.
وخلال إجابته عن اسئلة صحيفة (خبرترك) أشار أرشين إلى أن أولى محاولات التعرف على هويات الجنود الذين استشهدوا في كوريا الشمالية بدأت في عام 2001 مفيدا أن سبب بدء المباحثات حينها كان تأسيس علاقات دبلوماسية لأول مرة غير أن المباحثات ظلت عالقة بعد بدء كوريا الشمالية أعمال اكتساب الأسلحة النووية وتجاربها.
وأضاف أرشين أنهم استأنفوا المفاوضات مرة أخرى مع كوريا الشمالية عقب توقيع اتفاقية السلام مؤكدا أنهم سيحصلون على عينات من الحمض النووي لأقارب الشهداء لتحديد هوياتهم وسيسلمون هذه العينات إلى المسؤولين في كوريا الشمالية.
أوضح السفير التركي أن المباحثات الدبلومساية في هذا الصدد بدات فعليا وأن المسؤولين الكوريين الشماليين منفحتين على التعاون فيما يخص تسليم نماذج الحمض النووي مشددا على أن عملية تحديد هويات الجنود هى عملية تستدعي الانتباه وستستغرق وقتا طويلا نظرا لوجود جنود دول أخرى مثل أمريكا وانجلترا.
وأفاد أرشين أنه سيتم تقرير ما إن كانت نعوش الجنود ستنقل إلى تركيا أم إلى مقابر الأمم المتحدة الواقعة داخل حدود كوريا الشمالية عقب تحديد هويات الجنود.
هل يمكن التوصل إلى هوياتهم عبر الحمض النووي؟
من جانبه أعرب رئيس جمعية محاربي تركيا اللواء المتقاعد شكري تاندوغان عن آماله في ألا يتبقى جثمان جندي تركي واحد عالقا في الجبال الكورية قائلا: “المناطق التي اشتبك فيها جنودنا المفقودون معروفة، ومن الممكن التوصل إلى هوياتهم بإجراء فحوصات الحمض النووي اللازمة للعظام التي سيعثر عليها هناك. نتمنى ونطالب ببدء هذه الفحوصات فورا”.
هذا وأكد تاندوغان استشهاد 890 جنديا تركيا في الحرب الكورية الأهلية بين الشمال والجنوب التي ستقام مراسم الذكرى الثامنة والستين على وقوعها اليوم الموافق الخامس والعشرين من يونيه مشيرًا إلى وجود 403 شهيدًا داخل مقابر بوسان في حين لا يزال 487 آخرين عالقين داخل كوريا الشمالية من بينهم 150 استشهدوا في منطقة كونوري غير أنه لم تستطع السلطات تسلم جثامينهم بسبب ظروف الحرب.
جدير بالذكر أن الحرب الكورية وقعت في الفترة بين عامي 1950 و1953 بمشاركة 21 ألف و212 جنديًا، وبلغ عدد شهداء الجيش التركي في الحرب 890 شهيدًا من بينهم 403 يرقدون داخل مقابر بوسان بينما لا يزال 487 آخرين عالقين داخل الأراضي الكورية الشمالية.