"إذا كنت تحلم بالثراء السريع.. فأقصد باب الخير دائمًا".. ربما أن القائمين على مستشفى "57 3 57" من آل شريف أبو النجا، رئيس مجلس أمناء المستشفى وأفراد أسرته الذين يسيطرون على المناصب القيادية بداخلها، قرأوا كتاب "كيف تصبح مليونير في دقيقة واحد"، للمؤلف الشهير مارك فيكتور، وهو يقدم وصايا ونصائحه للراغبين في الثراء السريع، بأن يسلكوا باب الخير، بإنشاء الجمعيات والمؤسسات التي تدور حول مساعدة المرضى والفقراء والإنفاق على المساكين.
الأيام القادمة تحمل تطورا جديدا، في ظل الأنباء التي تتردد عن وجود شبهات فساد مالي داخل أكبر مستشفى خيرى لعلاج سرطان الأطفال، بعد أن انتقل الأمر إلى نواب البرلمان الذين سرعان ما تقدموا بسيل من طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة لرئيس الوزراء، للتحقيق في الاتهامات المثارة ضد القائمين على المستشفى.
وبدأت هذه الأزمة، بمقالة للكاتب وحيد حامد كشف فيه عن الكثير من الحقائق الغائبة عن الرأي العام والأحداث التي تحدث داخل جدران مستشفى "57 3 57" قبل أن تفوح رائحة الفساد وتلفت انتباه المواطنين بعد حملة دعائية ضخمة على مدار شهر رمضان، مشارك فيها العشرات من النجوم والفنانين لحث المواطنين على التبرع لصالح المستشفى، وهو ما أثار حفيظتهم وغضبهم في ظل تبديد الأموال التي يتبرعون بها على أجور هؤلاء الفنانين المشاركين في هذه الإعلانات.
تقدم أسامة شرشر، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل بخصوص انتشار الفساد والمحسوبية في مستشفى 57357، وسيطرة الدكتور شريف أبو النجا، وأسرته وعدد من المقربين إليه في إدارة أموال التبرعات لعلاج مرضى الأورام من الأطفال.
وطالب النائب، بتشكيل لجنة من لجنة التعليم والبحث العلمي للإطلاع على المستندات وكيفية إدارة التبرعات، خصوصا وأن بعض التقديرات تشير إلى أنه تم جمع قرابة 8 مليارات جنيه من أموال المصريين.
وانتقد النائب، غياب الرقابة التامة عن المستشفى واحتكار مدير المستشفى وأقاربه على هذا الصرح، متسائلا: أين المسئولين من توزيع المناصب في هذا المكان رغم حساسيته، مطالباً بتوضيح المبالغ التي يتم إنفاقها سنويا على الإعلانات من أموال المتبرعين.
وتقدم الدكتور محمد فؤاد عضو مجلس النواب عن دائرة العمرانية بالجيزة عن حزب الوفد، بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة غادة والي وزير التضامن الاجتماعي، بشأن ما يتم تناوله حول وجود بعض المخالفات المالية والإدارية بمؤسسة مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال.
وقال "فؤاد":" أنه ضمن تلك الادعاءات والاتهامات كما جاء من مصادر النشر وجود حالة من حالات الإنفاق في غير الأوجه السليمة لأموال التبرعات التي تتلقاها المستشفى، وغيرها من الادعاءات والاتهامات الأخرى التي تحتاج وبلا أدنى شك توضيحا موثقا وبالأدلة من جانب التي قد قامت بإطلاقها إلى المجلس".
كما تقدم أحمد يوسف إدريس، عضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر، وعضو لجنة السياحة والطيران بالبرلمان، بطلب إحاطة إلى المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتور أحمد عماد وزير الصحة، والدكتور غادة والي وزير التضامن، بشأن أموال التبرعات الخيرية التي تحصل عليها مستشفى "57 3 57"، ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، في ظل ما يتردد بقوة حول قيامهما بتديد أموال التبرعات وصرفها في غير محلها.
وجاء في الطلب:" أن هناك تناقض كبير ينتاب مسؤؤلي هذه المستشفيات، ففي الوقت الذي يطلبون فيه من المواطنين التبرع بمبالغ مالية، يدشون حملات إعلانية ضخمة تزدحم بها شاشات التلفاز طوال الـ 24 ساعة خلال شهر رمضان، وهي حملات إعلانية تتكلف ملايين الجنيهات يحصل عليها الفنانين، يتم دفعها من جيوب المتبرعين".
وأضاف:" الدستور والقانون يلزم مثل هذه المستشفيات بتقديم كشف حساب إلى الجهات المعنية في الدولة حول حجم أموال التبرعات التي حصلت عليها مع تحديد أوجه الإنفاق بدقة".
وتابع:" أن المواطنون الذين تبرعوا لهذه المستشفيات، تبرعوا من أجل المساعدة في علاج إخوانهم المرضى، لكنهم تفاجئوا أنهم لايعرفون مصير أموالهم، وهل تذهب بالفعل لهؤلاء المرضى أم لصالح الفنانين المشاركين في هذه الحملات الإعلانية؟".
وطالب نائب الأقصر، من رئيس الوزراء، بفتح تحقيقات موسعة لمعرفة مصير أموال هذه التبرعات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في الاتهامات المُثارة ضد هذه المستشفيات".
تقدم النائب أحمد أبو خليل، عضو مجلس النواب عن الدائرة الثانية بالبحر الأحمر والتي تشمل "القصير-سفاجا-مرسى علم"، بطلب إحاطة إلى مجلس النواب، لتوجيهه إلى المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، يطالب فيه بفرض رقابة حكومية واسعة للقائمين على إعلانات جمع التبرعات والزكاة خلال شهر رمضان.
وجاء في الطلب:" ، في الوقت الذي يعيش فيه المواطن المصري ظروف اقتصادية في غاية الصعوبة، تخرج علينا مؤسسات جمع التبرعات لصالح المستشفيات الخيرية، بحملات إعلانية ضخمة عبر شاشات التلفاز تتكلف ملايين الجنيهات، وتطلب من المواطنين التبرع لصالحها".
وأضاف:" لابد من القائمين على هذه المؤسسات أن تخرج للجمهور وتقدم كشف لها عن حجم التبرعات التي أستقبلتها وسبُل استغلال هذه الأموال ونصيب المرضى منها، وحجم الأموال التي تقاضها الفنانين المشاركين في هذه الإعلانات".
وشدد نائب القصير على ضرورة إخبار المواطن الذي تفاعل مع هذه الإعلانات واستجاب لها، مصير تبرعاته وإلي أين ستذهب بعد ذلك.