«الصوت الملائكي، العذب، الهادئ، الرقيق» الموصوف بالاوبرالي لدي الكثيرين ينتمي اسمها الي الكلمات التركية التي تتكون من مقطعين «اسم» و«هان» وهي تعني باللغة التركية الجاه او السلطان في حين أن اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش.
انطلقت مواهبها الفنية في سن مبكر فكان صوتها الملائكي بداية الانطلاق علي الرغم من قسوة طفولتها والتشتت الاسري والمخاوف التي أحاطت بها كطفلة وكانت المدرسة والبيت رحلة البداية حينما قررت أن تنتهج رحلة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كبداية لتعريف الاخرين بصوتها.
وتعود بداية اكتشاف صوتها الي الملحن داود حسني خلال زيارته للملحن الشاب "فريد" في منزل العائلة، وحين علم أنها الأخت الصغرى له طلب منه أن يستمع إليها مجددا، فقدمت له الصبية الشيء الوحيد الذي تملكه ذاكرتها إلى جانب الألم، وهو مجموعة من أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب، فأطلق عليها داوود حسني اسما فنيا هادئا كموج البحر ملكيا كأصلها: "أسمهان"، وأطلق معه موهبتها التي بلغت الآفاق.
ومن صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بالقاهرة كانت اولي تجارب اسمهان الفنية وفي فترة وجيزة انهالت كلمات الإشادة والإعجاب من كبار الملحنين في هذا الوقت على الصبية، ثم انقطعت خلال سنوات زواجها عن الوسط الفني، ومالبثت أن عادت تدفع أمواج إبداعها رياح الشوق، فقدمت العديد من الأغنيات وفيلمين.
وفي عام 1933 تزوجت من من الأمير حسن الأطرش وانتقلت الي سوريا برفقته لكى تمضى معه كأميرة للجبل لمدة ست سنوات التى فى خلالها رزقت بإبنتها الوحيدة وهى كامليا، ولكن حياتها إنتهت فى الجبل بسبب الخلافات مع زوجها، فامت بالعودة من سوريا إلى مصر، وقد عاد الحنين إلى أن تقوم فى عالم الفن وممارسة الغناء مرة أخرى والدخول إيضا إلى عالم التمثيل السينمائى.
وفي عام 1941 انطلقت الي عالم الشهرة من خلال أول افلامها
"إنتصار الشباب" إلى جانب شقيقها فريد الاطرش فشاركت أغانى الفيلم، وفى خلال تصوير الفيلم تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم قامت بالتزوج منه ولكن زواجهما قد إنتهى بشكل سريع وانتهى بالطلاق بدون أن تتمكن من الحصول على الجنسية المصرية التى فقدتها عند زوجها بالامير حسن الاطرش.
وصف كرم ملحم كرم صوت اسمهان في كلمات رقيقة فقال "يفتن الأسماع ويغزو القلوب" أما محمد عبد الوهاب فقد قال عنها: "إن أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأه ناضجة".
لم يتركها القدر لتعيش "النهاية السعيدة" وأثناء سفرها مع احدي صديقاتها انجرفت بها السيارة وسقطت في الترعة حيث لقوا حتفهما في الحال، ولكن السائق لم يصب بأذى، واختفى بعد الحادث على الفور ليخلق ذلك وجود العديد من علامات الاستفهام حول وفاة أسمهان وقد تردد أن زوجها الثالث أحمد سالم، وأم كلثوم أول من ظلموا في موتها، النهاية السعيدة في فليم غرام وانتقام كان أخر أدوار الراحلة بعالم السينما.
جدير بالذكر أن "اسمهان" من مواليد 1912 بسوريا وهي الابنة الوحيدة لاسرتها ولديها شقيقان هما فؤاد وفريد الأطرش.