"سلة ليمون.. تحت شعاع الشمس المسنون.. والولد بينادي بالصوت المخزون.. عشرون بقرش.. بالقرش الواحد عشرون"، تلك القصيدة غناها المصريون نهاية عام 1957 للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
أما فى الألفية الثالثة أصبح سعر كيلو الليمون منافسا قويا لسعر الدولار بالسوق المصرية.
في عام 2016 لم يعد العدد في الليمون كما كان، ولكن أصابه الجنون لحد لم يتوقعه أحد حتي بلغ سعر كيلو الليمون 50 جنيها بشرم الشيخ وفي الأسواق المصرية يباع بـ40 جنيها أي ما يعادل 4 دولارات وهو ما يخلف العديد من التساؤلات حول هذا الارتفاع الجنوني.
وفي هذا السياق قال فريد واصل نقيب الفلاحين والمزارعين، إن سبب ارتفاع سعر كيلو الليمون حاليا إلى أكثر من 30 جنيها يرجع إلى أن هناك توقيتا معينا في السنة يقل فيه إنتاج الليمون في حين أنه سلعة مطلوب تصديرها بكثرة للخارج ما يرفع سعره داخليا.
وأضاف واصل: "احنا بنصدر الليمون بكميات كبيرة ونظرا لأن المخزون الحالي قليل في مواعيد معينة في السنة بيقل فيها إنتاج الليمون طبيعي يزيد سعره"، لافتا إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا في كل السلع لعدم وجود سياسة محددة لضبط السلع لاتباعها من قبل كافة الجهات المعنية، حسب قوله.
وعلى الجانب الآخر قال محي الدين عبدالفتاح الخبير التمويني ومدير عام الرقابة التموينية السابق، إن سبب غلاء الليمون يرجع إلى مبدأ العرض والطلب، فإذا قل المنتج مقابل زيادة الإقبال عليه يرتفع سعره بشكل ملحوظ.
وأضاف عبدالفتاح: "ارتفاع سعر الليمون لا دخل للحكومة فيه ولكن يرجع إلى المزارعين وتجار الأسمدة في السوق السوداء، وقيام البعض بحجز المحصول لبيعه بسعر مرتفع في الأسواق".
في حين ردت النائبة إيفلين متى، عضو مجلس النواب عن محافظة دمياط، قائلة إن ارتفاع الأسعار فى رمضان يرجع إلى استغلال نفوذ التجار واحتكارهم للسلع الغذائية، مشيرة إلى أن سعر الليمون ارتفع إلى 40 جنيها، قائلة: "عن نفسى مش هشترى ليمون تانى وهستخدم الخل".
وأضافت: "فى الحقيقة الأسواق محتاجة رقابة من البرلمان، ومجلس النواب دوره تشريعى ورقابى، لازم نشتغل ويكون فى حملات على الأسواق لضبط الأسعار".
وتابعت: "إحنا كشعب بنآكل فى بعضنا.. لما بتوع التموين يقولوا مفيش زيت وبعدين يوزعوا الزيت على الحلوانى أو مطاعم الفول والفلافل، ده جشع، ولازم يكون فى رقابة على موزعى التموين".
وعلى الجانب الآخر أكد الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث السابق، الأستاذ بقسم الأمراض الجلدية بالمركز، إن سبب ارتفاع أسعار الليمون هو أن أوانه لم يأت بعد، مؤكدًا أن الموسم الخاص بالليمون فى شهر أغسطس.
وكتب "الناظر" عبر حسابه على فيسبوك: "حكاية الكلام والكتابة عن الليمون الغالى دى حاجة مش صح وبلاش نستعملها وسيلة لاستثارة مشاعر الناس لأنهم مش ناقصين، الحقيقة إن أشجار الليمون بتزهر فى شهر فبراير ومارس، وتعقد الثمار أول أبريل تقريبًا، وتظل تنمو فى الحجم حتى تصل للحجم القابل للاستعمال فى يوليو وأغسطس وساعتها بتكون بكميات كبيرة وأسعار الليمون بتكون رخيصة جدًا".
وأضاف الناظر: "إحنا دلوقت فى شهر يونيو وده مش الموسم بتاعه واللى موجود فى السوق بيكون بشائر بعض الأشجار وقليلة جدًا، ودى عاملة زى زمان لما كنا صغيرين كان البياعين ينادوا ويقولوا يا قوطة يا مجنونة عشان سعرها قبل الموسم بتكون غالية، عشان كدة اليومين دول الليمون غالى وكلها بإذن الله الشهر الجاى وهنلاقيه مالى الأسواق زى كل سنة وتلاقيه رخيص جدًا، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء".
وعلى الجانب الآخر قالت ربة منزل "ه.ج" أثناء شرائها الليمون إنها مندهشة من السعر المفاجئ لليمون قائلة: "كنت بشتري كيلو وكيلو ونصف الآن لم أستطع سوى شراء ربع كيلو موجهة رسالة للحكومة نصها "بليه واشربي ميته".