افتتح الدكتور محمد عمران – رئيس هيئة الرقابة المالية صباح اليوم فعاليات الجلسة التشاروية التى دعت لها هيئة الرقابة المالية بالتنسيق مع مؤسسة التمويل الدولية ( IFC) عددا" من مسؤلى المؤسسات المالية المحلية والدولية من البنوك وصناديق الأستثمار والبورصة المصرية وشركة مصر المقاصة وشركات التأمين المصرية وشركات التأجير التمويلي والتخصيم وكبرى صناديق التأمين الخاصة ، وهيئات التصنيف الإتمانية لإستعراض وتبادل الأراء حول الإطار التنظيمى للسندات الخضراء فى مصر.
اقرأ أيضًا..أسباب استحواذ القطاع الخاص على شركات التأمين في مصر؟ ( تقرير)
وكشف رئيس الهيئة أن الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية أسهمت بشكل إيجابى ملحوظ فى الحصول على دعم فنى من المؤسسة في مجال وضع الإطار التنظيمى للسندات الخضراء - كأداة مالية جديدة - تجذب العديد من الجهات الدولية والمؤسسات المالية العالمية المهتمة برصد استثمارات مالية كبيرة لتوجيهها للمشروعات الخضراء ، وفى خطوة تتفق مع استراتيجية هيئة الرقابة المالية للخدمات المالية غير المصرفية للأربع سنوات القادمة لتطوير ادوات مالية جديدة داخل السوق المصرى ، وخاصة التى تسهم فى المحافظة على البيئة المحلية بما يتفق مع التوجه العالمى نحو التمويل الأخضر بصفة عامة.
واشار عمران أن السندات الخضراء تعتبر أحد أدوات التمويل المتاحة للحكومات والشركات والتي بدأت في الانتشار في سياق المساعي الدولية للانتقال إلى اقتصاديات أكثر رفقا بالبيئة، وتعد أدوات تمويل مشروطة باحترام معايير بيئية تهدف إلى استعمال الطاقات النظيفة والتخفيف من العوامل التي تساهم في ارتفاع حرارة الأرض، وقد بلغ اجمالى قيمة اصدار هذا النوع من السندات على المستوى الدولى 42 مليار دولار في 2015 و82 مليار دولار في 2016 ، وما يزيد عن 150 مليار دولار أمريكي فى عام 2017 .
وأضاف أن العالم يحتاج كل عام لمبلغ يتراوح ما بين ٥_٧ تريليون دولار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى عام ٢٠٣٠ ، وما يقرب من ١.٥_ ٢ ترليون دولار كل سنة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ و التى تهدف للحفاظ على عدم زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من ٢ درجة مئوية .
و أشار فى كلمته انه تم اعداد الاطار العام لهذا الدليل بدعم فني من مؤسسة التمويل الدولية ((IFC- العضو في مجموعة البنك الدولي- وبما يتوافق مع مبادئ السندات الخضراء ((GBP الصادرة عن الاتحاد الدولي لأسواق المال ((ICMA عام 2014، وذلك من خلال خدماتها الاستشارية تحت مسمى "برنامج تمويل الطاقة المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". بالشراكة مع الحكومة الكندية وبنك الأستيراد والتصدير المجرى.
ومن جانبه، صرح وليد لبادي، مدير مؤسسة التمويل الدولية في كل من مصر وليبيا واليمن، على هذه الخطوة قائلًا: "تُعد استثمارات القطاع الخاص جوهرية لضمان مستقبل أكثر استدامة على الصعيد البيئي، وسيساعد توجيه الاستثمارات إلى هذا المجال على تعزيز النمو في التمويل الأخضر الذي يُعتبر أولوية لمؤسستنا في المنطقة".
أوضح د. عمران أنه قد تم وضع الأطار العام لدليل السندات الخضراء على نحو يتوافق مع أحكام قانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992 ولائحته التنفيذية وأهمها المادتان (4)، و(12) من القانون والتى تلزم المتعاملين بما يصدر عن مجلس ادارة الهيئة من ضوابط عند طرح أي أوراق مالية أو أدوات مالية في اكتتاب عام أو طرح خاص حسب نوع الورقة المالية. كما نصت على أنه لا يجوز لأي شخص اعتباري مصري أو غير مصريا أياً كانت طبيعته أو النظام القانوني الخاضع له، طرح أوراق أو أدوات مالية في اكتتاب عام للجمهور إلا بناء على نشرة اكتتاب معتمدة من الهيئة، وعلى النماذج التي تعدها الهيئة، ووفقا للشروط والإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية.
وأضاف رئيس الهيئة أن الإطار العام قد راع أن إصدار السندات يكون بقرار من الجمعية العامة غير العادية وفقاً للقواعد والإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية ، بينما إصدار السندات (التي لا يتجاوز أجلها سنتين)، يكون بقرار من مجلس إدارة الشركة بتفويض من الجمعية العامة العادية للشركة وفقا للقواعد والإجراءات التي يحددها مجلس إدارة الهيئة.
وقد تضمن الأطار العام المعروض على ممثلى المؤسسات الأستثمارية المشاركة فى النقاش الجهات المسموح لها بإصدار سندات خضراء ومنها الشركات والجهات المصرية، و الشركات والمؤسسات الدولية والإقليمية لتمويل مشروعات داخل مصر من نوعية مشروعات التحكم في التلوث ومنعه، ومشروعات المباني الخضراء ، ومشروعات النقل النظيفة (وسائل النقل بالكهرباء).
وقد شارك في ورشة العمل ممثلي هيئة سوق المال المغربية لعرض التجربة المغربية في تنظيم واصدار السندات الخضراء بالمغرب، بالاضافة الي مشاركة ممثلي مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي لعرض التجارب الدولية في هذا الشأن، كما استعرض محمد اسماعيل ممثلا عن وزارة البيئة المصرية نماذج المشاريع البيئية، وقد شهدت ورشة العمل المشاركة الفعالة من الحضور عن طريق تبادل الآراء والملاحظات حول ما تم طرحه من الاطار التنظيمي المقترح للسندات الخضراء في مصر