قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن الهرم الأسود هو أحد الأهرامات الخمس المتبقية من إحدى عشر هرمًا بنيت في دهشور، مضيفًا أن المدينة اشتهرت بوجود العديد من الأهرامات بها، موضحًا: "نجد منها اثنين من بين أقدم وأكبر وأفضل الأهرامات المحفوظة في مصر، وهما الهرم المائل أو المنحنى، والهرم الأحمر، حيث إنها قد بُنيت في الفترة من 2613 ق.م إلي 2589 ق.م في مصر، وقد قام ببناء الهرم الأسود الملك أمنمحات الثالث في عصر الدولة الوسطى في مصر في الفترة من 2055ق.م حتى 1650 ق.م".
وتابع أن الهرم الأسود سُمي بهذا الاسم بسبب لونه الداكن، وبنائه المتحلل والمتهالك، مشيرًا إلى أن الهرم الأسود ليس فى شهرة الهرمين المائل والأحمر بسبب أنه قد تم إغلاقه أمام السياح بسبب حالته المنهارة، وكان الهرم الأسود الأول لإيواء كُلا من الفرعون الفقيد والملكات.
وتابع "عامر" أن الهرم كان في الأصل حوالي 75 مترا فى الارتفاع، وذو قاعدة 105 مترا، ويميل بزاوية 57 درجة، وقد بُنيت القاعدة من الطوب اللبن ومغطاة من الخارج، ثم مع الحجر الجيري الأبيض، مضيفًا: "نجد أن النهاية العليا لقمة الهرم كانت مغطاه بنقوش و رموز دينية، وقد احتوى الهرم على العديد من الممرات، والغرف كانت لاثنتين من الملكات، بالإضافة إلى الملك".
وقال إن: "للهرم مدخلان في الطرف الجنوبي من الجانبين الشرقي والغربي، مع السلالم المؤدية إلى المناطق الداخلية، وعندما أوشك البناء على الاكتمال ظهرت مشاكل فى هيكل الهرم، وبدأ الهرم يسقط من تلقاء نفسه، فأسرع العمال إلى تعزيز البناء بالطوب اللبِن و حزم من شجر الأَرز، ولهذا السبب لم يدفن الملك هناك واختار موقع هوارة جنوب القاهرة في منطقة الفيوم، ليكون موقع هرمه الجديد".