وعد زعماء دول أوروبية بمساعدة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في التصدي لأزمة بخصوص سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي، وقدموا دعمًا حيويًا للزعيمة الألمانية التي تحيط بها المشكلات قبيل قمة مهمة للاتحاد.
ولدى وصولهم إلى بروكسل، عبّر زعماء إسبانيا، واليونان، وفنلندا، ولوكسمبورج، جميعهم عن الدعم لمسعى ميركل للحد من “الهجرة الثانوية” للاجئين الذين يصلون إلى حدود الاتحاد الأوروبي الجنوبية قبل التوجه شمالًا إلى ألمانيا.
وتتعرض أطول زعيمة أوروبية حالية بقاء في السلطة لضغوط سياسية شديدة من حلفائها المحافظين في بافاريا، الذين يهددون بإغلاق حدودهم أمام المهاجرين إذا لم تستطع التوصل إلى اتفاق مع شركاء ألمانيا الأوروبيين.
وقد يؤدي ذلك إلى انهيار حكومة ميركل التي لم يمضِ على تشكيلها سوى ثلاثة أشهر، ويفضي إلى تداعي منطقة شينغن للحدود المفتوحة في الاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة لها أمام البرلمان الألماني في وقت سابق اليوم، دعت ميركل الزعماء الأوروبيين إلى تبني نهج مشترك إزاء الهجرة، واصفة إياها أنها قضية “حاسمة” لأوروبا، حيث يكتسب الجناح اليميني، والأحزاب المناهضة للهجرة، قوة دافعة.
وقالت ميركل، التي أحدث قرارها في 2015 فتح حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من اللاجئين انقسامات في أوروبا، ولا يزال يعرضها لضغوط في الداخل “أوروبا تواجه العديد من التحديات لكن تحدي الهجرة قد يكون حاسمًا بالنسبة للاتحاد الأوروبي”.
وتشير مسودة البيان الختامي الذي جرى توزيعه قبل القمة التي تستغرق يومين، إلى أن الزعماء سيوافقون على إجراءات لتعزيز حدود أوروبا الخارجية وإنفاق المزيد من الأموال على مكافحة الهجرة غير المشروعة وزيادة التعاون لمنع اللاجئين والمهاجرين من التنقل داخل الاتحاد الأوروبي.
لكن الزعماء لا يزالون منقسمين بشأن كيفية التصدي لطالبي اللجوء، مع رفض دول أوروبا الشرقية، مثل: بولندا، والمجر، قبول حصص من اللاجئين، بينما تسعى إيطاليا، واليونان، للتكيف مع القادمين بحرًا.
والتوصل إلى اتفاق بين جميع دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين غير واقعي، لذلك تضغط ميركل لتشكيل “تحالف الراغبين” بشأن الهجرة، وتأمل أن يهدّئ ذلك حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي شدد نهجه قبيل انتخابات في الخريف في منطقته بافاريا، نقطة الدخول الرئيسة للمهاجرين.