يعيش سكان شارع 4 بعزبة المطار بالإسكندرية، والذي يبلغ طوله حوالي 4 كيلو متر، في معاناة شديدة؛ بسبب افتقارهم للعديد من الخدمات العامة التي يستطيعون العيش من خلالها، فضلاً عن انتشار تلال القمامة، وضعف مياه الشرب، وسط حالة من الغياب التام للمسؤولين بالمحافظة، تدني الخدمات والفقر الذي ينهش أجسادهم حوّل حياة السكان إلى مأساة أطلقوا على إثرها العديد من الاستغاثات للمسؤولين بالحي، والمحافظة أملا في أن يستجيب أحد من المسؤولين لاستغاثاتهم، ورفع المعاناة عنهم وحل مشكلاتهم، إلا أنه دون جدوي.
"مفيش حد بيجيلنا أو بيسأل فينا من المسؤولين" بهذه الكلمات استهل عم "علي" أحد سكان الشارع، الذي يبلغ من العمر 65 عامًا، حديثه، مضيفا: "عايشين وسط القمامة، ولا أحد من المسؤولين بيسأل فينا لكن ربنا موجود وربنا مدينا الصحة".
وأوضح أن الشارع يبلغ طوله حوالي 4 كيلو متر ويعاني جميع سكانه من تدني الخدمات "يعني إيه شارع طوله 4 كيلو ولا يوجد فيه سيارة إسعاف واحدة، ولما حد بيتعب بيموت بسبب تأخر وصول سيارة الإسعاف لتنقله للمستشفي.. يعني اللي يموت هنا مفيش حد بيسأل فيه ومدفونين بالحيا".
وأضاف عم "علي"، أنه لا يوجد أيضا أعمدة إنارة في الشارع، كما يوجد بالشارع "جبل سواحل" لا يستطيع أحد صعوده والاقتراب منه "اللي يقتل قتيل لا يشعر به أحد، ومفيش ضابط شرطة يستطيع صعوده.. إحنا عايشين في حتة مقطوعة".
وتابع أن أقرب مدرسة تقع في أول الشارع على بُعد 4 كيلو مما يسبب معاناة كبيرة لأبنائهم بسبب بُعد المسافة، مطالبا المسؤولين بالمحافظة بالنظر إليهم بعين الرحمة وحل مشكلاتهم "إحنا بندفع مية وكهربة ومفيش حد بيرفع القمامة، واللي بيجي عايز ونش لحملها، يرضي مين محاصرة القمامة لبيت ربنا!!"..وقال أحد الأهالي ويُدعي "محمد": "القمامة تغطي المسجد والحي مش بيرفعها غير كل 10 أو 15يوم بعد مطالبتهم عدة مرات، وندفعولهم فلوس علشان ييجوا يرفعوها، ولو مدفعناش فلوس ليهم مش بيرفعوها، ولا حد بيسأل فينا من الحي".
وأردف "محمد"، أنهم يعانون أيضا من عدم وجود كشافات إنارة في الشارع، حيث أنه الشارع الرئيسي بالمنطقة وجميع شوارع المنطقة متفرعة منه، ونظرا لضيق الشوارع الجانبية يضطر سائقي السيارات السير في هذا الشارع وتواجههم صعوبات فيحركة السير بسبب أنه غير ممهد، ودائمًا ما تتسبب القمامة المنتشرة فيه والمسامير في تلف كاوتش السيارات.وأضاف أن مياه الشرب بالمنطقة دائما ضعيفة، والأهم من ذلك هو عدم وجود كشافات إنارة بطول الشارع "اللي يقتل قتيل مفيش حد بيشعر بيه بسبب الظلام الذي يغطي الشارع"، مطالبا بإزالة جبل السواحل "التبة" وإنشاء سور مكانه يفصل بين الثروة السمكية والمنطقة السكنية، وإنشاء محلات مكانها تستأجرها المحافظة للشباب الذي لا يجد عملاً.
وأشار إلى أن المنطقة لا يزورها أحد من المسؤولين، قائلاً: "أي مسؤول لو قعد ساعة هنا هيموت، لإنه بيشرب مياه معدنية مش مياه من الزبالة، هنروحوا فين يعني.. هما عايزينا نسرقوا؟!، ده حتي السجن أرحم وبيكون فيه لحمة وفراخ، لكن إحنا هنا مش بنشوف اللحمة والفراخ".واشتكي أحد السكان، من انتشار الثعابين، لافتاً إلى أنهم في حاجة لبناء سور عازل بين الثروة السمكية، والمنطقة السكنية، وتركيب كشافات نارة في الطريق وسفلتته؛ حيث لا تستطيع سيارة إسعاف أو مطافي السير فيه.وفي هذا السياق، طالب كريم حسن، منسق مبادرة "إيد واحدة من أجلكم" بالإسكندرية، المسؤولين بالمحافظة بسرعة حل مشكلة سكان شارع 4 بعزبة المطار نظرا لسوء حالتهم المعيشية، وافتقارهم للعديد من الخدمات العامة؛ حيث يعاني أهالي المنطقة من ضعف مياه الشرب بشكل مستمر، وعدم وجود إضاءة بطول الشارع كما أنه يحتاج للرصف والتمهيد لتسهيل حركة السير عليه، فضلا عن انتشار القمامة بشكل كبير وعدم رفعها باستمرار "حتي المسجد بالمنطقة حاصرته القمامة من كل جانب، في مشهد يظهر مدي المأساة التي يعيشها أهالي المنطقة"