قرى هزمت البطالة ببني سويف.. تجارة الخضروات تنقذ شباب "قصلة" من طوابير الوظائف.. والخردة ومصانع الألومنيوم عصا أهالي "شرهي" السحرية (صور)

وسط شكاوى الآلآف من البطالة وارتفاع الأسعار وحالة الإحباط التى يعاني منها الشباب، اتجهت بعض القري للاستفادة من طبيعتها الجغرافية ملاذا وملجأ لمئات الأسر للهروب من البطالة، إلى أن صُنفت هذه القري «قرية بدون بطالة» .

قرية «قصلة» التابعة لمركز بني سويف، اتخذت من طبيعتها الجغرافية التى تغلب عليها الزراعة، فكانت زراعة وتجارة الخضروات بأنواعها كالـ«الجرجير والنعناع والبقدونس» مهنة لمئات الأسر، لكل منهم دوره فى المنظومة الزراعية التجارية، التى تبدأ بزراعة الخضروات إلى البيع لتجار الجملة، مرورًا بعشرات المراحل التى تحتاج للمئات من الآيدي العاملة من النساء والرجال وأحيانًا الأطفال للعمل فى المراحل المختلفة لمصدر الدخل الوحيد للأسرة بأكملها.«أهل مصر» ألتقت بعددًا من أهالى القرية، فى البداية أكد محمد يحيى عبدالله، من أقدم مزارعى وتجار القرية «قريتنا تشتهر منذ سنوات عديدة بزراعة وتجارة الخضراوات» الشبت، البقدونس، الكزبرة السلق، الخص، الجزر،البنجر والنعناع، و بيعها فى سوق الجملة بمدينة بنى سويف، إذ يعمل شباب القرية فى زراعة وتجارة الخضراوات ولم ينتظروا الوظيفة الحكومية.

وقال محمود خميس، حاصل على دبلوم إنه أثناء دراسته كان يساعد والده فى زراعة الأرض بالخضراوات، وبعد حصوله على دبلوم صناعى ونظرا لعدم وجود وظائف، عمل فى زراعة وبيع الخضراوات، وتزوج من عائدها، كما يستأجر سنويا فدانا من "الخص" بمبلغ مالى، ويحمل كميات منه بجانب خضراوات أخرى على "توك توك" لبيعها يوميا بالأسواق وينفق من عائدها على أسرته.محمد عزت محمود، تاجر، قال إن القرية تعتمد على زراعة الخضراوات ونظرا لأن المساحة المنزرعة غير كافية، فلجأ لشراء عددا من الأفدنة بقرى مراكز المحافظة مثل ببا سمسطا واهناسيا، وزرعها بالخضراوات، مضيفًا: «أصطحب يوميا العشرات من شباب القرية المتزوجين والمقبلين على الزواج، إلى تلك القرى فيجنون المحصول ويجمعونه على هيئة حزم مربوطة ويتم تحميله على سيارات لنقله إلى قريتنا والعودة به مساء، ثم يحصلون على يومياتهم فى نهاية الأسبوع أو الشهر وفقا لطلبهم».

وأضافت فوزية عبدالعال، ربة منزل انها متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، وتساعد زوجها فى توفير نفقات واحتياجات الأسرة اليومية مثل باقى سيدات القرية، وذلك من خلال تجمعنا ليلا بامتداد الشارع الرئيسى أمام المنازل لاستقبال الخضراوات المحملة فى السيارات والقادمة من القرى الأخرى ليلا لكي «ارشها وانظيفها بالماء» ثم تحمل فى "التوك توك" فجرا التى يقودها شباب من القرية لبيعها فى سوق الجملة بمنطقة محيى الدين بمدينة بنى سويف.أما قرية «شرهي» التابعة لمركز إهناسيا، والتى اتخذت من تجارة الخردة مصدر دخل للمئات من أسر القرية، وتطورت التجارة وتوسعت بعد أن أصبحت المصدر الأول لـ«لقمة العيش» بالقرية، فأصبحت تضم العشرات من مصانع تدوير البلاستيك وتصنيع وتشكيل الألومنيوم .محمود عزمي علام، 42 عامًا، يقول إنه امتهن جمع الخردة فى القرية، عام 1994 وحينها كان يمتلك عربة كارو يجرها حمار، بعد أن تعب من العمل والغربة فى القاهرة، وبدأ فى التوسع شيئاً فشيئاً، إلى أن أصبح وإخوته يملكون مخازن كبيرة للخردة التى يجمعونها، قبل أن يقوم عدد كبير من أهالى القرية بتقليدهم، حتى تطور الأمر، وأصبح يشترى خردة البلاستيك من جامعيها ويقوم بفرزها وتكسيرها وبيعها للمصانع فى القاهرة «بيدخل لى فى اليوم 30 عربية مليانة خردة وأنا بشتريهم، ده غير إنى شغال معايا أكتر من 80 عامل بنات وولاد أغلبهم من القرية».وأشار محمود، إلى أنه يشترى طن البلاستيك الخردة بـ6 آلاف جنيه، وبعد الشراء يتم تفريغ الحمولة فى المكان المجهز لذلك، عن طريق عدد من العمال، وأمام صاحب الحمولة، وبعد تفريغها يتم فصل كل نوع فى مكان، من خلال عمال من الجنسين، متفاوتى الأعمار، وينهمكون فى العمل بتركيز تام، ثم يأتى بعد ذلك دور الكسارة، التى تقطع البلاستيك إلى قطع صغيرة الحجم، تخرج بعد ذلك إلى براميل مليئة بالمياه فيتم غسلها، ثم تجفيفها وتعبئتها فى أجولة لتكون جاهزة للسفر إلى القاهرة وبيعها هناك بأسعار متفاوتة، كل على حسب نوعه.وقال عبدالناصر سلامة خضر، أحد أصحاب المصانع، إن عدد المصانع بالقرية وصل إلى أكثر من 35 مصنعاً وورشة، وهذه المصانع والورش تعانى من ضعف الكهرباء وعدم وجود صرف صحى «أنا عندى كسارتين بس مبعرفش أشغل غير واحدة منهم عشان الكهربا ضعيفة، ده غير إن بتوع البيئة كل شوية يعملوا لنا محاضر».وقال أيمن خميس بدوي، 38 عامًا، حاصل على دبلوم فني إنه يعمل بتجميع وتجارة الخردة منذ 20 عاماً «بدأتها بعربية وجحش، وشوية جبت حصان وكرتة ولما ربنا كرمنى جبت تروسيكل، لحد ما بقا عندى الورشة الكبيرة دى وبقيت أنا اللى بشترى من اللى بيلموا الخردة».وتابع أنه يشتري طن الحديد بنفس ثمن طن البلاستيك، إلا أنه لا يمر بنفس المراحل، ويقوم بتخزينه فترة من الوقت حتى يجمع قدراً معقولاً، وأثناء هذه المدة يشترى منه سكان القرية ما يريدون: «لو حد محتاج يشترى باب قديم أو سياخ حديد يعمل بيها عتب بنبيعها له»، وبعد جمع مقدار محدد من الحديد يذهب به إلى مصانع الحديد فى القاهرة ويبيعه لها.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً