حرصت مصر خلال الفترة الماضية على تحقيق تجربة المدارس اليابانية في مصر، وتسعى وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لفتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية على أن يتم تسليم الـ28 مدرسة المقرر دخولها الخدمة على مراحل، وهذه التجربة تعود بنا للقرون القديمة حينما كانت ترسل الدول بعثات خاصة لمصر لإكتساب الخبرات في عدة مجالات منها التعليم والتسويق وغيرها.
البعثة اليابانية
ففي عام 1862 أرسلت اليابان بعثة تدعى "الساموراى" وهم أفضل الطبقات تعليمًا وتثقيفًا فى ذلك الوقت إلى مصر للوقوف على أسباب نهضتها وتقدمها، وكان ضمن الرحلة يوكو أتشى فوكوزاوا، وهو أحد رواد الإصلاح فى اليابان الذى كتب مذكراته عن هذه الرحلة، ورغم أن اليابان الآن دولة متقدمة "عظيمة"، إلا أنها لم تنهض سوى فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وقبل نهضتها كانت تسعى للتعلم من تجارب الدول الكبيرة فى القرن التاسع عشر فى عهد الإمبراطور الإصلاحى ميجى.
وقضت البعثه 3 ليالي في مصر وقصدوا ميناء السويس ثم توجهوا إلى القاهرة، وأجرو عدة زيارات للأماكن الأثرية، كالقلعة ومسجد محمد علي وأهرامات الجيزة، ومن القاهرة استقلوا القطار إلى الإسكندرية لمواصلة رحلتهم إلى أوروبا، التى بدأت بفرنسا، وفى طريق العودة مروا بالطريق نفسه، حيث لم يكن العمل فى حفر قناة السويس قد انتهى بعد.
بعثة كوريا الجنوبية
وفي عام 1962 أرسلت كوريا الجنوبية وفدًا من المسئولين وعدد من الباحثين للتعرف على أوجه الإزدهار بمصر خاصة في فترة الستنيات بتكليف من الرئيس بارك شونج هي، حيث زارت مصنع النصر وعدة مناطق أخرى.
البعثة الصينية
والصين أيضًا تعلمت من القاهرة فى السبعينيات، فوفقًا للسفير الصينى فى مصر، سونج أيقوة –خلال حوار سابق له مع اليوم السابع- كان هناك وفد صينى سافر إلى بورسعيد عام 1979؛ للتعلم من التجربة المصرية فى إدارة سوق تجارية حرة مؤكدًا أن هذه الأسواق الحرة هي عوامل مهمة للمساهمة فى تنمية الصين.