الارهابيون نبشوا قبور صحابة في سوريا

نبش قبور الصحابة في سوريا
كتب : وكالات

نتشر في مناطق سيطرة المسلحين في سورية وخاصة في محافظتي إدلب وحلب ظاهرة غريبة عن المجتمع السوري، هي باختصار الانتقام من مؤيدي الدولة السورية بنبش قبور موتاهم والإساءة لرفاتهم، في حين يعتقد الكثيرون أن الهياكل العظمية تسرق في أحيان كثيرة بهدف بيعها.

وللاطلاع على تفاصيل هذه الظاهرة التقت "سبوتنيك" مدير الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، الدكتور زاهر حجو، الذي أوضح أنه لا يمر يوم دون أن تصل شكاوى من الأهالي في الشمال السوري حول سرقة رفات موتاهم أو الإساءة إليها بعد نبش قبورهم.

وقال الدكتور حجو: تردنا بشكل شبه يومي معلومات وشكاوى تتحدث عن قيام المسلحين بنبش القبور، والإساءة إلى رفات الموتى في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في الشمال السوري، إضافة إلى بعض المناطق المحررة من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث يتم نبش القبور بدافع الحقد للانتقام من مؤيدي الدولة السورية بالإساءة إلى جثامين موتاهم، أو ربما يكون الدافع هو الطمع ببيع الهياكل العظمية.

وأضاف حجو: الكثير من المواطنين يراجعوننا بشكاوى تتعلق بنبش قبور ذويهم، وفي بعض الأحيان يتبين من فحص الطبيب الشرعي وجود أعضاء مسروقة من جثث الموتى.

ولفت حجو إلى أنه كثيرا ما تطال هذه الاعتداءات قبور وجثامين شخصيات كانت في حياتها تتبوأ مناصب في الدولة، أو لها مكانتها في المجتمع، "وقد وردتنا شكوى تتعلق بنبش قبر إحدى أهم الشخصيات السياسية السورية في محافظة حلب، وكان هذا المسؤول الراحل المشهود له بنزاهته وأخلاقه، قد توفي منذ نحو ست سنوات، ودفن في إحدى مناطق حلب التي خضعت فيما بعد لسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، وبعدما تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من تحرير هذه المنطقة، اكتشف ذوو هذا المسؤول الراحل أن قبره قد نبش ووجدوا في القبر جثتين، فأرادوا التأكد من أن رفات فقيدهم بينهما، وبعد ذلك تبين من فحوصات طب الأسنان الشرعي أن رفاته لا تزال موجودة في القبر ولكن تمت الإساءة إليها وتخريبها، وتم دفن جثة لشاب توفي حديثا في الـ19 من عمره مع الرفات القديمة، موضحا أنه "يردنا بعض من هذه الشكاوى من المناطق المحررة في محافظة حلب، ولكن ما يردنا من معلومات وأرقام حول هذا الموضوع في مناطق سيطرة المسلحين الموالين لتركيا هو مذهل للغاية".

ويعد موضوع نبش القبور غريبا عن العادات والتقاليد السورية، لا بل مخالفا لها لأسباب ترتبط بكرامة جثامين الموتى وحرمتها، ولكنه بدأ بالانتشار الواسع مع بداية الحرب التي تتعرض لها سوريا تحت شعارات "الثورة"، حيث تعد ثقافة "نبش القبور" إحدى أدبیات تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" الإرهابيين (المحظورين في روسيا) والفصائل الإسلامیة المتشددة.

وكان مسلحو "جبهة النصرة" و"لواء التوحيد" قاما عام 2012 إبان سيطرتهما على شارع اغيور في منطقة باب الحديد بحلب بنبش قبر والد مفتي الجمهورية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، الشيخ العلامة محمد أديب حسون بعد نحو أربع سنوات على وفاته، إضافة إلى نبشهم قبر ابن المفتي حسون "سارية" وإخفاء رفاته، بعد سنة من اغتياله انتقاما من والده بعد رفضه عرضا خليجيا بمغادرة سوريا.

وفي عام 2013 قام مسلحو "جبهة النصرة" بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي في منطقة عدرا بريف دمشق واستخراج رفاته ونقلها إلى مكان مجهول، بعد أن عاثوا خرابا بمقامه.

وفي عام 2015 أقدمت "جبهة النصرة" الإرهابية وفصائل أخرى موالية لها على اقتحام جامع " الكلتاویة " الذي یقع بالقرب من منطقة "باب الحدید" في حلب القدیمة وقامت بنبش قبر الشیخ "محمد النبهان" المتوفى منذ قرابة المئة عام.

وخلال سيطرتهم على مخيم اليرموك جنوبي دمشق، قام المسلحون "تنفيذا لأوامر إسرائيلية" بنبش القبور في "مقبرة الشهداء" بحثا عن رفات جنود إسرائيليين، كانوا قتلوا في لبنان عام 1982 ودفنوا في مقبرة الشهداء القديمة في المخيم، بحسب تصريحات لطلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً