السابع من يوليو يبدو أنه موعد سيتذكره عشاق ريال مدريد ويوفنتوس كثيرًا لكن بعواطف مختلفة، ويبقى كلمة السر هو الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، المتوقع مغادرته صفوف النادي الملكي، تاركًا خلفه تاريخ ومجد كروي كان هو قائده وهدافه التاريخي، لتكون وجهته القادمة أراض الكالشيو الإيطالي، تحديدًا من بوابة البيانكونيري، ليكون "صفقة القرن" كما ٱطلقت عليه الصحف العالمية التي تسارعت على أن يكون الدون متصدرًا غلافها، سارقًا بذلك الأدوار المشتعلة بكأس العالم 2018 في روسيا.
كريستيانو رونالدو، والذي يملك من العمر 33 عامًا، بدأ مسيرته مع ريال مدريد عام 2009، كان حينها مازال يافعًا لا يبلغ سوى 24 عامًا، قادمًا من فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، ومنذ خطت قدماه قلعة "سانتياجو برنابيو"، وهو ما دخل قلوب عشاقه عامًا تلو الأخر، بفضل أهدافه وأرقامه القياسية التي حطمها مباراة تلو أخرى، كذلك وجود غريمه الأزلي ليونيل ميسي، في القطب الإسباني الثاني برشلونة، جعل نسق الدون يرتفع عامًا تلو الأخر، باحثًا عن التحديات والمنافسة المقبلة، فأعطى قيمة ورونق ل"كلاسيكو الأرض".
مما لاشك فيه أن الكرة الإسبانية ستخسر كثيرًا برحيل صاروخ ماديرا، لما يمتلكه من شعبية طاغية في جميع قارات العالم، وإسمًا جعله الأول عالميًا في صدارة الرياضين الأكثر شهرة على مستوى أنحاء العالم، كذلك قيمته الفنية وأهدافه التي ساهمت بتتويج النادي الملكي ببطولة أبطال أوروبا، 4 مرات أخر 5 سنوات، كل ذلك كان المساهم الأول فيه هو صاحب ال33 عامًا.
وعلى جانب أخر فإن النادي الملكي، والذي توج حديثًا أخر الموسم المنقضي ببطولة دوري الأبطال على حساب ليفربول الإنجليزي، بنتيجة 3-1، ليضيف إلى خزائنه الثالثة عشر الملكية ويستمر أسطورية الفريق بذات الأذنين الثالثة على التوالي، سيعيش اوقاتًا عصيبة قبل بداية الموسم القادم، ليس برحيل رونالدو فحسب، لكن ماسبقه من رحيل المدرب زين الدين زيدان، قبطان السفينة المدريدية التي قادت الفريق نحو بحر الإنجازات، وكان صاحب الفضل الأول على ارتفاع نسق البرتغالي مع زيادة عمره، ليجد المدريديستا أنفسهم من غير الثنائي الأبرز في الجيل التاريخي للملكي.
أوقاتًا عصيبة يأتي في مقابلها فترة ازدهار وانتعاش سيعيشها الكالشيو الإيطالي، بوجود إسم مثل الدون البرتغالي داخل إيطاليا، وهو ما سيؤثر في شعبية الدوري والكرة الإيطالية، فترة ازدهار إعلانية سيتزينها وجود قوة ضاربة مثل كريستيانو رونالدو، مع فريق يعرف طريق البطولات جيدًا كاليوفنتوس، مما سيشكل ثنائية قوية في التتويج بالبطولات ليست المحلية فقط، لكن الأوروبية أيضًا، لما لا وكريستيانو هو الهداف التاريخي لأبطال أوروبا، وتوج بها 5 مرات سابقة.
"رونالدو يشعر بأنه لم يعد محبوب"، "كريستيانو يرى أنه الوقت المناسب للرحيل"، "رونالدو يشعر بالخيانة من إدارة الملكي"، "رونالدو يحترم طاقم العمل وإدارة الفريق والجماهير حتى إذا غادر"، "رحيل كريستيانو يعتبر تحد جديد لمسيرته الإحترافية المبهرة"، ولأن رونالدو ليس مثله كباقي لاعبي العالم، كانت ذلك الأسباب التي ستكتب نهاية رحلة التوماهوك في مدريد، على لسان وكيل أعماله "خورخي مينديز"، والصحفي المقرب من الدون "إيدو أغيري".
وبالعودة للماضي فإن صدى الخلافات بين اللاعب والإدارة لعام 2016، عندما وعد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بتحسين عقد اللاعب وزيادة راتبه بعد تحقيقه للكرة الذهبية، وهو ما لم ينفذه الرئيس ولم يفي بوعده تجاه أسطورة وهداف الفريق التاريخي، بالإضافة لعدم تحرك إدارة النادي تجاه أزمة الضرائب التي عصفت بالدون، مما جعل الأمور تسوء عامًا تلو الأخر بين الطرفين، حتى وصلت لنهاية الطريق هذه الأيام.
كل ذلك جعل خورخي مينديز وكيل أعمال اللاعب يرى بأنه الوقت المناسب لوضع نهاية لرحلة الدون داخل أسوار الميرنجي، في ظل صمت الإدارة الملكية بالموافقة على رغبات اللاعب بالتجديد، متمسكين بالشرط الجزائي الذي يبلغ 1 مليار يورو، في نفس الوقت رغبة مسؤولي اليوفي بالتعاقد مع رونالدو بقيمة صفقة ستصل إلى 100 مليون يورو، مع راتب سنوي يقدر ب30 مليون يورو.
وهو ما سيجعل الصفقة تقترب أكثر فأكثر، مع رغبة إدارة السيدة العجوز بأن السابع من يوليو موعد تقديم الدون صاحب الرقم 7، في حالة نجاح الطرفين في الوصول لإتفاق، ومع تعدد الأسباب والمزايا والعيوب في "صفقة القرن"، هيمن كريستيانو على الرأي العام لينسى الإعلام منافسات كأس العالم، ويتصدر الدون أغلفة جميع الصحف بعد اقتراب إنتقاله إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي.