زار الرئيس الفرنسي ملهى ليلياً أسسه أسطورة الموسيقى فيلا كوتي، وأعلن من نيجيريا إطلاق مبادرة تحمل عنوان «مواسم الثقافات الإفريقية 2020».
ورقص ماكرون مع الحضور على أنغام موسيقى محلية وعزف على الطَبْلة، ووصل إيمانويل ماكرون إلى الملهى الشهير في مدينة لاغوس، بعد ساعات من إجراء محادثات مع الرئيس محمد بخاري، في العاصمة أبوجا، أعقبها مؤتمر صحفي مشترك في مُستهل زيارة مدتها يومان.
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد ماكرون التزامه بالمساعدة في التصدي للمتشددين الإسلاميين في شمال شرق نيجيريا، قبل أن يشرع في رحلة جوية مدتها ساعة، للانتقال إلى لاغوس لزيارة ملهى (نيو أفريكا شراين).
وحل الملهى محل الموقع الأصلي الشهير الذي أسسه فيلا ثم احترق عام 1977، ويدير الملهى كل من فيمي وسيون كوتي ابني الموسيقي الشهير، وهما يحرصان على مواصلة مسار أبيهما الموسيقي والثقافي.
ومن على مسرح الملهى، قال ماكرون للحضور: «فيلا لم يكن مجرد موسيقي.. بل كان سياسياً أراد إحداث تغيير في المجتمع؛ لهذا إذا كانت عندي رسالة للشباب فستكون: (نعم.. السياسة مهمة. نعم.. شاركوا)».
وكان فيلا قد دخل السجن عشرات المرات في السبعينات والثمانينات بأوامر من الحكام العسكريين، ومن بينهم بخاري حين كان زعيماً عسكرياً في أوائل الثمانينات، وفي الأمسية التي انطلقت فيها أغاني فيلا إلى جانب أغاني فنانين معاصرين، وأُقيم عرض للأزياء، قال الرئيس الفرنسي للحضور: إن نيجيريا ذات أهمية خاصة للثقافة الإفريقية.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إفريقيا وأوروبا إلى إيجاد حلول «مفيدة للجميع»، خصوصاً لملف الهجرة، وذلك في كلمة أمام 300 مستثمر شاب في اليوم الثاني من زيارته نيجيريا. وشرح ماكرون، الذي قال إن القارتين يربطهما «مصير مشترك»، رؤيته إزاء «أزمة المهاجرين» التي يمر بها الاتحاد الأوروبي حالياً، والتي لا بد من تسويتها «على الأمد البعيد» في إفريقيا.
وأوضح ماكرون بالإنكليزية في أحد الفنادق الكبرى في لاغوس: «علينا مقاومة العواطف على الأمد القصير… والعمل مع الحكومات الإفريقية»، وأضاف: «الرد المستديم هو بناء مستقبل أفضل»، في الدول الإفريقية مثل السنغال وساحل العاج ونيجيريا؛ حيث يرحل الشباب؛ «لعدم توافر فرص اقتصادية»، على قوله.
وأكد أن «أوروبا لا يمكنها استقبالهم كلهم»، بينما «نحن بحاجة إلى أن يحقق الأفارقة النجاح في إفريقيا»، وصرح للصحافيين: «هناك استجابة، أمنية وسياسية جزئياً سنقوم بها لحماية حدودنا الجماعية بشكل أفضل من خلال مساعدة دول العبور على حماية حدودها بشكل أفضل».
وشدد ماكرون مجدداً على ضرورة فرض قيود ديموغرافية في الدول؛ حيث تنجب النساء «سبعة أو ثمانية أطفال» ومكافحة «كل المهربين» الذين يقيمون «علاقات وثيقة مع الإرهابيين» الناشطين في منطقة الساحل. وقال في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرنسا 24: «عندما تكون الدولة فقيرة وتشهد انفجارا ديموغرافيا بحيث تنجب المراة سبعة أو ثمانية اطفال، فإن الخروج من الفقر لن يكون ممكنا ابدا».
وأضاف «حتى عندما يكون معدل النمو لديك 5 أو 6 في المئة، فلن يمكنك الخروج (من الفقر) أبداً، خصوصاً أن تركيز الثروة لا يحصل بشكل جيد». وأكد ماكرون تمسكه بموقفه هذا رغم الانتقادات التي يمكن أن يثيرها في القارة.
كان ماكرون دشن صباحاً مدرسة «اليانس فرنسيز» في المركز الفرنسي في لاغوس، ضمن شبكة تضم 832 مدرسة لأكثر من 500 ألف تلميذ في العالم، وقال إن شبكة المدارس هذه «تُسهم في إحياء الثقافة الفرنسية في كل مكان في العالم».
وبحث الرئيس الفرنسي مع الكاتب النيجيري وول سوينكا، النزاعات في المجتمع النيجيري، وجماعة بوكو حرام والتبادل الثقافي بين إفريقيا وأوروبا، وختم جولته الإفريقية باجتماع مع لاعبي كرة السلة الشباب لتوقيع عقد بين الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأميركي لكرة السلة من أجل تطوير البنية التحتية للرياضة في إفريقيا.