تعاني قرى إسنا بمحافظة الأقصر من مشكلة المياه الجوفية، التي تتكرر سنويا رغم وجود صرف صحي تم تنفيذه، ولكن لم يعمل بكامل قوته، حيث تعد المياه الجوفية التي تغرق فيها مدن إسنا عائقا أمام الأهالي والشكاوي المستمرة لا يتم حلها الإ بـ"سيارات الكسح"، كحل مؤقت.
قرى إسنا التي تبعد عن الأقصر بمسافة 55 كيلو جنوبًا، في الفترة الأخيرة، كارثة سنوية بداية من مايو وتستمر لمدة 4 أشهر، حتى أغسطس، لارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتهدد العديد من المنازل بالانهيار، ومنهم من تركو منازلهم وهجروها بعد سقوطها، دون وجود حلول سريعة من قبل المسئولين.
يقول إبراهيم أحمد، أحد الأهالي، إن المشكلة الرئيسية التي تواجه غالبية سكان إسنا، هي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وخاصة بعد بناء هويس اسنا في عهد الخديوي عباس عام 1906، للاستفادة بمياه فيضان نهر النيل في ري الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى قيام شركة بريطانية في عام 1995 ببناء قناطر جديدة لتوليد الكهرباء وتخزين المياه أيضا، مما جعل قرى جنوب المدينة تطفو فوق بحيرة مياه، الأمر الذي أدى إلى كارثة كبرى تهدد الأهالي وتواجه مسئولي الأقصر على مر سنوات دون ايجاد حلول سليمة لإنهائها.
فيما يقول محمد عبد الرحمن أحد سكان مدينة إسنا إن قرى الجنوب يصل عددها إلى 10 قرى وهم "المساوية، والعضايمة، وكومير ، والسريب، والنمسا، والقرايا، وساحل القرايا، والدقيرة، وقرية ناصر"، بالإضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة الماضية ظهرت المياه الجوفية في قرى الشمال ومنها أصفون، وأصفون المطاعنة، و الدير، والغريرة، مما يجعل المواطنين في عناء تام خلال بضعة شهور كل عام بسبب غرق الشوارع وانهيار المنازل.
ويؤكد عثمان العريان أحد أهالي قرية أصفون، أن الكثير من السكان هجروا مساكنهم، والعيش بعيدًَا عن الأماكن المتضررة من المياه الجوفية، ولكن هناك العديد من الأسر الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة، ولا يستطيعون العيش في منازل حتى وإن كانت بالايجار لضيق معيشتهم، متسائلًا إلى متى سنظل على هذا الحال.
ويتابع "منذ عام 2008 نطالب بضرورة توصيل مرفق الصرف الصحي، ليخفف عنا ولو شيئًا بسيطًا من المعاناة التي نعانيها، مشيرًا إلى أن بيارات الصرف المحفورة في الأرض بداخل المنازل تخرج منها المياه على السكان لتحول معيشتهم إلى جحيم بسبب الروائح الكريهة وتنشر الأمراض".
فيما أصدر محمد سيد سليمان رئيس مركز ومدينة إسنا جنوب الأقصر، تعليماته للأجهزة التنفيذية بالدفع بسيارات الكسح لشفط المياه من المنازل، فور تدفق المياه بعدد من منازل قرية أصفون المطاعنة.
وعلى الفور تم إرسال 6 سيارات كسح للمنطقة وتابع حجازى النحاس نائب رئيس مركز إسنا، عملية شفط المياه من المنازل، مما لاقي استحسان الأهالي وقدموا الشكر لمسئولى الوحدة المحلية على المجهود المبذول وحل المشكلة بسرعة.
وكلف رئيس المركز، مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحي بإسنا بالتوجه إلى القرية للكشف عن سبب ظهور المياه بالمنازل ومصدرها، ومدى احتياجها إلى إحلال وتجديد خطوط المياه بها أسوة بما تم بقرية العضايمة جنوب المركز وفق خطة الإحلال والتجديد لخطوط المياه القديمة.
ومن جانبه، أشار محافظ الأقصر محمد بدر، أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي تعمل على قدم وساق لمد خطوط مياه الصرف وإنشاء محطات داخل قرى اسنا التي عانت على مدار سنوات من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى انه تم الاتفاق مع وزارة الري وهيئة الصرف الصحي وشركة المقاولون العرب على تخفيض مناسيب المياه بحفر ما يقرب من 20 بئر وتوصيلها بخطوط صرف لسحب المياه الجوفية عن طريق ماكينات كهربائية وإلقائها في ترعة الرمادي لإنهاء تلك الأزمة.