ما بين "داعش" والتغيير الديموغرافي، فقدت الكثير من العائلات العراقية، بيوتها وحياتها في مناطقها التي ولدت فيها مع أجدادها منذ مئات السنين، دون أن تعود مرة أخرى أسوة بغيرها التي نزحت من تدمير ما بقي لها، في أبرز مدن العراق.
كشف الرئيس السابق للجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، القيادي عن تحالف القوى العراقية، رعد الدهلكي، السبت، عن انخفاض عدد العائلات النازحة، مع منع الكثير منها من العودة إلى بعض المناطق.
"هناك عودة خجولة جدا، بأعداد العائلات النازحة، لكن في محافظتي الأنبار، وصلاح الدين، غربي البلاد وشماليها، سجلت انخفاضا بعدد العائلات النازحة وعودتها إلى مناطقها وبيوتها بعد تحريرها بالكامل من سيطرة "داعش" الإرهابي".
وتدارك الدهلكي أيضا، لكن هناك بعض المناطق ومنها منطقة "عزيز بلد" (التابعة لناحية المحطة في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين)، وأجزاء من ديالى شرقي البلاد، منع فيها عودة العائلات النازحة منها حتى اللحظة.
وأضاف، كذلك منطقة "جرف النصر" "جرف الصخر سابقا"، في شمالي محافظة بابل، وسط البلاد، لم يعد إليها أي أحد من النازحين، مشيرا إلى أن أسباب المنع سياسية، من عودة العائلات التي قام تنظيم "داعش" بتهجيرها عند استيلائه على المدن في وقت سابق.
ولفت الدهلكي، إلى أن ملف النازحين أصبح ليس من اولوليات الحكومة خصوصا في معتركها السياسي الحالي، فقد أهمل الملف بشكل كبير جدا ولم يرمى هذا الحمل سوى على وزارة الهجرة التي هي بالأصل، غير مدعومة بالكامل ومكبلة بتقديم الخدمات للنازحين.
وذكر النائب السابق، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، "طالبنا بعودة العائلات النازحة، وكان شرط من شروطنا في الانتخابات أن يعود النازحين، لكن حتى الآن لم تخط الحكومة خطوة حقيقة على واقع الأرض".
يذكر أن رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم الجاف، قد أعلن في شهر فبراير الماضي أن حوالي مليونين و500 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم المحررة في العراق.
وطالب الجهات القطاعية والمعنية بتكثيف جهودها ونشاطاتها لتقديم الخدمات للمناطق المحررة التي تحتاج إلى الخدمات الضرورية التي تساعد على إعادة الاستقرار والحياة الطبيعية لها.
وأعلن العراق تحرير كامل أراضيه من قبضة "داعش" الإرهابي في 10 ديسمبر الماضي، بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من سيطرة الإرهاب على مساحات شاسعة من البلاد.