أتلال من الأتربة تعتليها بعض الأخشاب الباقية من آثار المنازل، وأسفلها مئات الآلاف من الجنيهات والمصوغات الذهبية الخاصة بأهالي شارع الزهرية المتفرع من شارع المتنزه بمنطقة شبرا التابع لحي الساحل، والتي تبعد بعض الأمتار من محطة مترو "سانت تريزا".
في الساعات الأولي من صباح يوم 2 يوليو شعر سكان العقارين رقم 36 و36 أ، بشارع الزهرية، ببعض الأتربة تتساقط على وجوههم وأصوات التصدع تدوى الشقق، حالة من الهلع أصابت أهالي العقارين وعلى الفور هرعوا إلى السلالم للهرب من الموت، فلم تمر سوى ثوانٍ معدودة، حتى انهار العقارين على الفور، فشكروا الله على رحمته بهم.
"أهل مصر" زارت المنطقة بعد أسبوع من الواقعة لرصد حالة المتضررين، من انهيار العقارين، والتقت بـ"أم محمود" واحدة من المتضررين، والتي أفادت أنها كانت تعيش في شقة شقيقتها منذ أن أصبحت هي وأسرتها المكونه من 4 أفراد في الشارع، تصمت صاحبة الأربعين عامًا ثواني معدودة وتدخل في نوبة بكاء وتعود قائلة بصوت حزين: "ولدي كان فرحه الشهر اللي جاي ومستقبله كله ضاع، شاف أيام سودة علشان يجمع تمن العفش اللى كان شايلة في البيت اللى وقع"، تشير "أم محمود" إلى أن قيمة الخسائر التي لحقت بها هي وأولادها بعد الحادث فاق الـ 80 ألف جنيه، فضلاً عن ضياع مستقبلهم وأصبحوا مشردين بلا مأوى.
وتابعت أم محمود حديثها قائلة إن صاحب العقار حاول خلال الفترة الماضية التساوم مع أصحاب الشقق بدفع مبالغ معينه مقابل خروجهم ولكن الأهالي رفضو، مشيرة إلى أن عدد من المقمين داخل الشقق المنهارة وقعوا على عقود تمليك والأخرين نظام الإيجار القديم.
"هي الشقة اللي وفرتها الحكومة دي اللي يسكنها بني آدمين".. تكمل "أم محمود" حديثها بأن الحكومة وفرت لكل أسرة شقة في منطقة بدر، واحتج الكثير من الأهالي على المنطقة لكونها صحراوية ولا يتوافر بها الخدمات، فيما قبل البعض العرض وبعد ذهابهم لمعاينة الشقة وجدوا خلوها من المرافق سواء مياه أو كهرباء.
وتواصلت "أهل مصر" مع أحمد زيدان، عضو مجلس النواب عن دائرة الساحل، وقال إن الحادث المؤسف أطاح بمستقبل الأهالي وأبنائهم، مشيرا إلى أنه فور علمه بالحادث تواصل مع رئيس الحي ويدعى مجدي الشريف للبحث حول الحلول المقدمة لإنقاذ الأهالي.
وحول اعتراضات الأهالي عن الشقق المعروضة من قبل الحكومة قال إنها مؤقته وسيسعى لتوفير الخدمات بها لحين انتهاء المشكلة من خلال صرف تعويضات كبيرة لهم تمكنهم من شراء منازل في مناطق أخرى.