فوق تبة عالية وفي موقع فريد على قناة السويس مباشره تقع مستشفى نمره 6 التابعة لهيئة قناة السويس، المستشفى الأقدم بمنطقة القناة والتي بنتها الشركة الفرنسية التي كانت تدير قناة السويس قبل التأميم، تتميز بطرازها المعماري الفريد، كما أنها لا تزال تحتفظ به حتى الآن لخدمه العاملين صحيا.
الموقع اختاره الفرنسيين بعناية شديدة لتكون فريدة من نوعها وتطل على البحر وتنتشر بها كميات كبيرة من الأشجار لدرجة تشعرك انها حديقه أقيمت بداخلها مستشفى.
المستشفي أيضا بعيدة عن كل مظاهر التلوث وتطل على البحر لتشعر المريض بالهدوء والسكينة والراحة النفسية والجو الصحي.
مستشفي «سان فانسان دي بول» سابقا والتي تقع بمنطقة نمرة 6 أقدم المناطق التاريخية التى تم إنشائها على ضفاف قناة السويس، وهى المدخل الشمالى لبحيرة التمساح ، وتقع علي بعد حوالي 6 كيلومترات من مدينة الإسماعيلية، وتم بناؤها في عام 1885، وافتتحت رسميا في عام 1888 تحت اسم «سان فانسان دي بول»، وهو أحد القديسين في ذلك الوقت .
وكانت الإسماعيلية قد تعرضت لوباء الملاريا منذ بداية عام 1877، وتحدث أندرية بريسا طبيب مدير مستشفي سان فنسان عن مقدار الإصابة التي حملت إلي مدينة الاسماعيلية من خلال أحد أوبئة البلاد الحارة والرطبة قائلا: «لقد أنشئت الإسماعيلية منذ ثلاثين عاما، إذا فهي لا تملك ماضي بقدر ما تملك من تاريخا، وأما تاريخها فيرتبط بحدث الملاريا».
المستشفي عبارة عن مبني مكون من أربع طوابق، تم توزيع الخدمات فيه بطريقة تسهل علي فريقها الطبي التنقل بسهولة داخل المبني.
بجوار مستشفى «سان فانسان دى بول» بنيت كنيسة «اجات» وسميت بهذا الاسم نسبة إلي والده «فرديناند دي لسبس»، صاحب امتياز حفر قناة السويس، لكى يصلى بها راهبات المستشفى والأطباء والمرضى والممرضات الفرنسيين واليونانيين، يوجد بجوار الكنيسة شاليه الخديوى إسماعيل، ومسجد الشفاء والذى تم تشييده في عام 1956.
وتعطل العمل بالمستشفى لأول مرة بسبب ظروف الحرب وتم الانتهاء منه، وبعدها تعرض مبني المستشفي إلي تهدم أجزاء كبيرة منه بسبب الحرب التي شهدتها مدينة الإسماعيلية في عام 1967، وتم ترميمه بعد ذلك عقب حرب أكتوبر1973 المجيدة.
وبحسب أقوال بعض المؤرخين فإن المستشفي سميت بنمرة 6، نظرا لحصولها على الترتيب السادس على مستوى المستشفيات في العالم وذلك نظرا لرقيها وتقديمها أفضل الخدمات العلاجية.
يقول حسين الشريف مؤرخ اسمعلاوي، إن المستشفي تم انشاؤها مع حفر قناه السويس وكانت وقتها عبارة عن كشك صغير وشهدت بعد ذلك أعمال تطوير، وتم تصميمها علي عدة مراحل ففي البداية صممت علي نظام أجنحة وذلك علي نمط المباني التي صممت بعد أكتشاف التعقيم.
وأضاف أن تصميمات الجناح الجديد الخاص بالجراحة صممه المعماري الفرنسي «بول نلسون» في عام 1935، وهو عبارة عن مبني مكون من أربع طوابق، وتم الانتهاء من العمل في هذا المبني نظرا لظروف الحرب.
وتابع الشريف أنه عقب ذلك تم انشاء مبني آخر جديد للمرضي المصريين المصابين بالعدوي وسمي بمبني «باستور»، والذي صممه المعماري الفرنسي روبي وتم افتتاحه في عام 1952 .
وأشار أن المستشفي يوجد بها أنفاق وجرابين كانت تستخدم كمخازن للأدوية، كما كان يتم اللجوء اليها في أوقات الغارات، وكان جميع العاملين بالمستشفي من اطباء وممرضات وأمن وعمال إما فرنسيين أو يونانيين الأصل والجنسية، وتابع كان من أهم ما يميز مستشفي نمرة 6 في ذلك الوقت هو الإدارة ومجموعة الأطباء العاملين بها، بالإضافة إلى منظومة النظافة والاكتفاء الذاتي حيث كانت تحتوي المستشفي علي اقسام تشبه مشغل التفصيل حتي لا تضطر لشراء اطقم السرائر والمخدات، بالإضافة إلى أقسام أخرى وغرف لتنظيف وغسيل الملابس .
وأشار المؤرخ أن موقع المستشفي المتميز علي قناة السويس جعلها في صدارة المستشفيات عالميا وكانت تضاهي مستشفيات أوروبا، فضلا عن جودة الخدمات الطبية والعلاجية، وكانت المستشفي وقتها توفر سيارة اسعاف لنقل المرضي عقب شفائهم وحصولهم علي العلاج المناسب إلى منازلهم، نظرا لبعدها بعض الكيلومترات عن المدينة.
وشهدت المستشفي اهمالا ملحوظا في المنظومة الصحية وفي النظافة عقب قرار التأميم، ولم تعد مكانا لراحه المرضي والاسترخاء بل أصبحت تضج بأصوات الأطفال الصغار وروائح الأطعمة من خارجها لم يعد هناك احترام للقواعد، فتدهورت حالة المستشفي من جميع النواحي الطبية والعلاجية وأيضا من ناحية النظافة فحدث ولا حرج حيث الحشرات والذباب والإهمال .
واختتم «أتذكر في فترة من الفترات كان بعض الناس يدعون المرض ويتمارضون حتي يتثني لهم قضاء بضعة أيام بالمستشفي للاسترخاء نظرا لكم الراحة النفسية والعناية الموجودة بها».
نقلا عن العدد الورقي.