تحل اليوم ذكري ميلاد الدكتورأحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الذي كان يلقب بأصغر رئيس وزراء مصري، قبل قدوم الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الحالي ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لكن هناك فارق كبير بينهما، حيث نجد أن أحمد نظيف جاء في عصر كان يعيش فيه الشعب المصري حالة من الغضب علي النظام القائم بقيادة الرئيس الأسبق محمد حسني ومبارك، أما الثاني فجاء في عصر يحاول فيه المصريين تحقيق مطالب الثورة.
وإليكم هذا التقرير الذي يرصد أهم المحطات الفارقة في حياة أحمد نظيف، أصغر رئيس وزراء مصري في عهد "مبارك":
*بدايته:
ولد أحمد نظيف، في 8 یولیو عام 1952، وتخرج من مدرسة النصر للبنين، والتحق بعدها بكلية الهندسة بجامعة القاهرة قسم الاتصالات والإلكترونيات، ليتخرج منها عام 1973، ثم حصل على الماجستير في هندسة الكهرباء في عام 1976، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل أكمل أبحاثه في جامعة مكغيل بكندا، حتي حصل على الدكتوراة في مجال الكمبيوتر عام 1983، وعاد بعدها ليعمل كأستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك ثم أستاذ لهندسة الحاسب الآلي حتى العام 1997.
*المناصب التي شغلها:
عمل كمدير لنظم المعلومات بين عامي" 1985 – 1989"، ثم عمل كمدير تنفيذي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بين عامي "1989 – 1996"، وبعد ذلك عمل كنائب لرئيس المجلس الاستشاري للمركز بين عامي" 1996 – 1999"، وشهدت هذه المرحلة إشرافه على تخطيط وتنفيذ العديد من البرامج والمشـروعات القومية، وفي مقدمتها؛ المشروع العملاق لتنفيذ الرقم القومي على مستوى مصر.
وشغل الدكتور أحمد نظيف أيضا، منصب رئيس المجلس التنفيذي للمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات، حيث قام أثناء توليه لرئاسته بتنفيذ مشروعات أخرى على المستوى الإقليمي، كما عمل نظيف في العديد من الوظائف المتصلة بالقطاع الخاص، وعلي رأسها؛ منصب رئيس مجلس إدارة شركة خدمات المعلومات التشريعية ومعلومات التنمية "LADIS "، ورئيس شركة بنك المعلومات والبيانات، ثم عضو مجلس إدارة شركة نظم المعلومات الطبية "" MEDSYS ، وشركة مصر لمعلومات البناء والتشييد" "MCBI، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس جمعية الإنترنت المصرية""ISE، وجمعية إدارة المعلومات" "SIM.
كما شغل الدكتور أحمد نظيف، منصب أول وزير للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خـلال الفترة من "1999 - 2004"، وذلك قبل توليه لمنصب رئيس الوزراء، ووضع حينها إطارًا لتحرير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذي يعد حاليا ضمن قطاعات الاقتصاد المصري الأكثر نموا.
*أصغر رئيس وزراء مصري قبل "مدبولي":
تولى الدكتور أحمد نظيف، رئاسة مجلس الوزراء المصري، من يوليو 2004 حتى 29 يناير 2011، حيث وضع برنامجا للإصلاح الاقتصادي وقام بتنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية تحت قيادته، التي عملت علي تشجيع الاستثمار مثل تخفيض الضرائب والجمارك وتبسيـط إجـراءات تسجيل الشـركات، إلي جانب استقرار العملـة وتنشيط برنامج الخصخصة، مما أسفر عن زيادة معدل النمو ومضاعفة حجم الاستثمارات ثلاث مرات في عام واحد في المجالات غير البترولية.
وكلفه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في ديسمبر 2005، بتشكيل حكومته الثانية التي دعيت للتركيز بشكل أكبر على البعد الاجتماعي من خلال تحسين الخدمات الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان، لكنه حكومته لم تستطيع السيطرة على الارتفاع الكبير في الأسعار، كما أنها لم تقدرعلي حل أزمة المخابز في 2008، كما أنه صرح للصحف في بداية شهر مارس 2008، أن أزمة الطوابير في المخابز سوف تنتهي بعد ستة أسابيع ، مما فتح الباب لجريدة المصري اليوم، لعمل عداد زمنى لتلك الفترة لكن تغير الحال بمعدل مرضي ، مما جعل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يظهر على التلفزيون المصري ويقيل حكومته، في 29 يناير 2011 ، بعدما فشلت في امتصاص غضب الشارع المصري منذ إنطلاق فعاليات الثورة.
*واقعة حبسه:
وبعد ثورة يناير وإقالة حكومته، أمر النائب العام الدكتور عبد المجيد محمود، في 11أبريل عام2011، بحبس الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق 15 يوما علي ذمة التحقيقات، بشأن فساد في صفقة توريد لوحات معدنية جديدة للسيارات، حيث أسفرت تحقيقات النيابة عن قيامه مع كل من؛ يوسف بطرس غالي، وزير المالية السابق، وحبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، بتربيح ممثل شركة اوتش الألمانية بمبلغ 29 مليون جنيه بغير حق، حيث قام بإصدار أمرًا بالاسناد المباشر لتوريد هذه اللوحات بناء علي مذكرة اعدها وزيرا المالية والداخلية السابقان خلت من أي مبررات عن توافر حالة من حالات الضرورة أو الاستعجال تدعو لهذا الإسناد، لكن في 4 مايو 2016 قضت محكمة النقض المصرية، ببراءة "نظيف" من تهمة الكسب غير المشروع، معلنة أن الحكم نهائي وغير قابل للطعن.