بات حلم كل شاب وفتاة، كبير وصغير يقطن تلك القرية، يحلم بأن تكون مثل القرى المجاورة وأن ينعم أهلها بكامل الخدمات التي توفر كثيرًا من الوقت والجهد، خاصة على الرجال والنساء كبار السن والمطلقات والأرامل وغيرهم، بدلًا من الانتقال إلى المراكز والقرى المجاورة، حيث تعاني الكثير من النقص في الخدمات الحكومية.
إنها قرية الحريدية التابعة لمركز ومدينة المراغة، شمال محافظة سوهاج وويمتاز أهلها بالطيبة ويعملون في مجالات متنوعة أشهرها الزراعة، أنعم الله عز وجل على بعض شبابها بالسفر إلى الخارج في بعض الدول العربية الشقيقة مثل السعودية، والكويت، والإمارات، وغيرها.
حلم راود أهالي القرية وطال انتظارهم له وهي أن تنعم بخدمة مكتب بريد يقوم أبنائها العاملين بالخارج بإرسال الحوالات لأسرهم عليه، بدلًا من الانتقال إلى المكاتب المجاورة والتي تبعد كثيرًا عن منازلهم.
لذا اقترح بعض أهالي القرية بالتعاون مع العاملين بالخارج بالتبرع بقطعة أرض وبعض الأموال لإنشاء مكتب بريد الحريدية، وكان بالنسبة لكثير منهم ذلك حلم صعب المنال.
ومع العزيمة والإصرار الشديدين لأهالي القرية وخاصة الشباب العاملين بالخارج وضعت أول نواة لإنشاء مكتب بريد "الحريدية" وتم التبرع بقطعة أرض لإنشاء المكتب، وتهافت أبناء القرية من الخارج بالتبرع لاستكمال الانشاءات بالإضافة إلى تبرع المواطنين من الداخل.
وأكد أحد القائمين على العمل من أبناء القرية أنه تم التبرع من الداخل والخارج بمشاركة أبناء القرية بما يقارب نصف مليون جنيه بالإضافة إلى قطعة الأرض.
جدير بالذكر أنه تم العمل على أرض الواقع بعد موافقة هيئة البريد وإرسال الرسم الهندسي للمبني وفرحة أهالي القرية بتحقيق حلمهم الذي طال انتظاره، وأكد بعض المسؤولين أنه يجب على القرى الأخرى أن تحتذى بمثل أهالي قرية "الحريدية" وأبنائها وتمد يدها للدولة وتساعدها في إنشاء بعض الخدمات لأبنائها وخاصة أبنائها العاملين بالخارج ممن يستطيعون التبرع.