كانت مجرد سيدة ضمن آلاف السيدات العاملات فى كفر الشيخ، بعد وفاة زوجها إلا أنها أصبحت بين ليلة وضحاها فخراً ومصدر أمل لمئات من مثيلاتها، عقب حصول نجلها الطالب محمود محمد صبحى بديوى، المقيم بقرية النطاف بمركز كفر الشيخ والطالب بمدرسة شهيد السلام إدارة شرق كفر الشيخ التعليمية والحاصل على المركز الرابع مكرر فى الشعبة الأدبية بالثانوية العامة، بمجموع 407.5، عن سعادتها لتوفق نجلها.
لم تصدق نفسها ولم تتمالك أعصابها، حين أبلغوها بأن نجلها احتل مركز متقدم على مستوى الجمهورية، هرولت مسرعة إلى منزلها عائدة من عاصمة المحافظة لتفاجئ بأن الزغاريد تنطلق من منزلها فرحاً بتفوق نجلها، إنها نبيه عبد الفتاح، والدة الطالب المتفوق، الذى افتخر بيه ابناء قريته .
قالت الزوجة ودموعها تغلبها، إن زوجها توفى منذ 2004 وحملت على عاتقها تربية أبناءها بعد أن تركهم أطفالاً ثلاث أكبرهم أحمد كان فى الابتدائى ومحمود كان عمره 4سنوات وخالد كان بن شهور، فغملت بائعة «أنابيب غاز»، واتفقت مع صاحب مستودع أن يعطينى حصة وأسرح لبيعها فى مقابل تحصيل بضعة جنيهات، أعود بهم بعد ساعات عمل طويلة وشاقة وفى يدى أكل لأولادى.
وتابعت: "تحملت من أجلهم مع ثقتي أن الله سيعوضني خيراً، وقلت لنفسي أن الرزق الحلال أفضل مليون مرة من الحرام، كنت بمثابة الأب والأم، أعود من عملى منهكة وأذاكر معهم دروسهم للإطمئنان، وفرت لهم ما لم استطع توفيره لنفسى التى حرمتها من أبسط حقوقها، مضيفة أنا وفرت لنجلها كافة المصروفات ومنعته من الخروج معى للعمل فى الصف الثالث الثانوى، رغم رفضه، وكنت ألبى كل إحتياجاته من نفقات دروس لمذكرات لملزمات،وفوجت عندما أخبرني عمه بأنه ضمن أوائل الجمهورية، لم أصدق ولم أتمالك أعصابى واطلقت زغرودة وفخورة بابنى".
من جانبه عبر محمد، عن فخره بوالدته قائلاً ان والده متوفى والدته تعمل بائعة "انابيب" من أجل الإنفاق عليها وشقيقيه، وأنه علم بخبر تفوقه من التليفزيون والإنترنت ولم يتصل به أحداً من الوزارة.
وأضاف، أنه أراد تحقيق حلم والدته بالتفوق وابتعد تماماً عن مواقع التواصل الاجتماعى حتى لا تشغله عن دراسته، فكان دائم الصلاة والمواظبة على قراءة القرآن، فضلاً عن تحصيل الدروس الخصوصية، ولم يكن محدداً أي الكليات التى سيلتحق بها لكنه سيلتحق بكلية الألسن لنه يحب اللغة الألمانية.