قالت مصادر بالمخابرات العسكرية ووزارة الدفاع العراقية إن قوات الأمن في البلاد وُضعت في حالة تأهب قصوى، اليوم السبت، إثر احتجاجات في محافظات الجنوب.
ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية أن السلطات أرسلت تعزيزات من وحدة مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش للمساعدة في حماية الحقول النفطية في محافظة البصرة، حيث تجمع متظاهرون لليوم السادس على التوالي.
وتم وضع قوات الأمن في حالة التأهب بناء على توجيه أصدره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، ليل الجمعة.
وجاء أمر العبادي في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المتزايدة والتي انطلقت يوم الجمعة من البصرة، حيث أغلق السكان ميناء أم قصر، إلى مدن العمارة والناصرية والنجف.
واقتحم مئات المحتجين المطار يوم الجمعة وأوقفوا حركة الملاحة الجوية في مدينة النجف التي تضم مزارات شيعية.
وفي تدخل نادر في السياسة، عبر المرجع الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، عن تضامنه مع المحتجين، قائلا إنهم يواجهون "النقص الحاد في الخدمات العامة" ،مثل الكهرباء، وسط درجات حرارة خانقة.
وقالت مصادر أمنية محلية إن عشرات المحتجين تظاهروا، اليوم السبت، في معبر سفوان الحدودي مع الكويت، وفي مدخل حقل مجنون النفطي، وهو أحد أكبر الحقول في البلاد ويقع على بعد 40 كيلومترا شمالي البصرة، لكنهم أشاروا إلى أن المحتجين لم يدخلوا المنشأة.
وأكد مسؤولو نفط البصرة أن الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج الخام في المحافظة، التي تدر صادرات النفط منها ما يفوق 95% من عائدات البلاد.
وبدأت المظاهرات في البصرة قبل نحو أسبوع، احتجاجا على البطالة وسوء الخدمات، ما اضطر رئيس الوزراء إلى التوجه هناك للوقوف على الأزمة.
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، ناقش المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، في اجتماع طارئ ترأسه العبادي، تداعيات الاحتجاجات في بعض المناطق العراقية، لا سيما جنوبي البلاد، وما رافقها من "تخريب من قبل عناصر مندسة"، وفق ما ذكر بيان للمجلس عقب الاجتماع.
وأكد المجلس أن السلطات العراقية "ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون"، مضيفا أن "الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته".
كما أعرب المجلس عن وقوفه "مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين"، مشيرا إلى أن الحكومة "تبذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين".