أثبتت أن الإنسان من الممكن أن يقهر المستحيل، طالما امتلك الإرادة والعزيمة، وقبل ذلك التقرب من الله سبحانه وتعالى، وهي أيضا حافظة للقرآن الكريم، وباتت في الوقت الراهن بالنسبة لأهل بلدتها "أيقونة ورمزا للتحدي والإرادة والنجاح" بنت قرية كشيك مركز أبوحماد، بمحافظة الشرقية حصدت على المركز التاسع مكرر أدبي على مستوى الجمهورية.
التقت عدسة" أهل مصر" بالطالبة "هاجر غمرى الشحات السيد"، 18 عاما، بنت الشرقية، ظروفها المعيشية الصعبة، وقلة الإمكانيات، وكسرت حاجز الوهم للثانوية العامة بالجد والاجتهاد والمثابرة، وتعيش "هاجر" في منزل بسيط متواضع بقرية كشيك، التابعة لمركز أبوحماد مع والديها وأشقائها الثلاثة "الشقيقة الكبرى فاطمة بالفرقة الجامعية الأولى، وولاء بالتعليم الفنى، ومحمد بالصف الثاني الإعدادي" لتنتصر على كل هذه الظروف بمجموع درجات "407" والمركز التاسع مكرر أدبي، بعزة نفسها وحبها لوالدها " غمري الشحات السيد " البالغ من العمر نحو 65 عاما، والتي كانت تساعده على زراعة الأرض التي يمتلكها للإنفاق على أخواتها ووالدتها "حبيبة حسونة محمد" 55 عاما.
قالت "هاجر" لا أعلم شيئا عن التكنولوجيا، ولااستخدم "النت"، بسبب ضيق الحال، حيث إن منزلهم لا يعرف سوى الراديو، ولا تمتلك إلا جهاز موبايل من الأنواع القديمة جدا، أصبحت حديث الشارع الشرقاوي، بعد تفوقها في الشهادة الثانوية، وأصبح أهل قريتها يتسابقون لالتقاط الصور معها بعد أن قدمت نموذجا رائعا في تحدي الظروف والفقر.
وتحلم "هاجر" بالالتحاق بكلية التربية جامعة الزقازيق، وأن تصبح أخصائية نفسية في المستقبل بهدف تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للعديد من الفئات، ووجهت الشكر إلى والدها ووالدتها على ما بذلوه من جهد لوصولها إلى هذا المركز، حيث قالت أنها أتعبتهم خلال عام كامل.
من جانبه، عبر غمري الشحات، والدها عن سعادته البالغة لحصول ابنته على هذا المركز، وقال أنه كانت هناك ظروف مادية حالت بينه وبين دخول ابنته للقسم العلمي، ولكن أراد الله برغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها أن تكون من العشرة الأوائل المتفوقين على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، مؤكدا أنه كان يتوقع حصد ابنته لهذا المركز، نظرا لاجتهادها عام كام، حيث كان يراها دائمةً الاهتمام بدروسها، ووضعت هدف لتصل له.
أما عن حبيبة حسونة والدتها، فقالت إن أول رد فعل لها كان عندما سمعت اسم ابنتها في الراديو وهي من الـ 10 الأوائل، قامت بالسجود شكراً لله على هذا النجاح الذي حققته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
