داخل محل صغير بشارع الإسكندرية بالإسماعيلية، يجلس عم محمد وعم السيد داخل محلهما حيث يعملان في مهنة كي الملابس التي لا يعرفان سواها في انتظار وصول الزبائن الذين انخفضت أعدادهم بشكل كبير مع زيادة ضغوط الحياة واستغناء المواطنين عن الكي الخارجي توفيرا للنفقات.
عم محمد عبد الرحمن يبلغ من العمر 64 عاما، وعم السيد شحاتة 74 عاما، اثنين من مئات المكوجية الذين يعملون في محافظة الإسماعيلية، وأصيبوا بالركود، وعلى الرغم من كبر سنهما لا يزالا يعملان في هذه المهنه الشاقة.
وتعتبر مهنة "كي الملابس" من المهن ذات الطبيعية الشاقة التي تحتاج إلى مجهود بدني كبير، ويعاني أغلب العاملين بمهنه الكي من حالة من الركود خاصة في ظل الظروف الاقتصاديه الصعبة التي يعاني منها الجميع وتضطر أغلب الأسر للاستغناء عن كي ملابسهم في الخارج.
ويقول عم محمد أحد أقدم العاملين بالمهنة، إن هناك اختلافات حدثت بالمهنة فلم تعد كما كانت سابقا حيث كان يتم استخدام المكواه الحديدية و"بابور الجاز"، أما الآن فيتم استخدام المكواه الكهربائية التي تزيد من التكلفة مقارنة بالعائد المادي الذى نحصل علية من الزبائن، وأضاف: "أصبحنا نعاني الركود مع انتشار محلات الدراي كلين والتي أصبح يفضلها أغلب الزبائن في الفترة الحالية"، وأشار إلى ن القميص الواحد يستغرق مدة ربع ساعة على الأقل للانتهاء منه، ولا أتحصل على مبلغ مجدي خلال فترة عملي طوال اليوم كما أن أسعار الكهرباء قد ارتفعت بشكل مبالغ فيه".
ويقول عم السيد شحاتة: "كنت أعمل في حرفة الصيد منذ ثلاثين عاما، وتركتها وأمتهنت الكي ولكن الأحوال تبدلت والظروف الاقتصادية أصبحت صعبة ولم تعد المهنة مجدية في ظل غلاء الأسعار الذي طال الجميع هذه الأيام، وعلى الرغم من أنني تجاوزت السبعين عاما إلا انني مضطر للعمل من أجل توفير متطلبات الحياة لي ولأسرتي".
وتقول إيمان علي مواطنة إسمعلاوية وتعمل معلمة: "أقوم بكي ملابس أسرتي خارج المنزل فلدي من الأبناء اثنين وليس لدي الوقت الكافي لكيها في المنزل، وذلك توفيرا للوقت والمجهود حيث أن أبنائي في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي ولا وقت لدي خاصة في فتره الدراسة ولكني أفضل الكي في محلات التنظيف الجاف، الدراي كلين، حيث الاهتمام بتنظيف وكي الملابس بشكل جيد مقارنه بالمحلات البدائية".