لم يستسلم لإعاقته وتحدى ظروفه الصعبة بالعمل والاجتهاد، عقب إصابته بـ"بتر" فى يده اليسرى، وعمل فى أصعب المهن من أجل لقمة العيش وتوفير معيشة كريمة لأسرته الصغيرة التى تتكون من زوجة وطفلين، حتى استطاع أن يكون محط أنظار زبائنه الذين يترددون عليه فى ورشة "النجارة" التى يعمل بها.
مجدي عرفة القيص، 35 عاما، والمقيم بإحدى قرى مركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ، الذى دفعته ظروفه الصعبة للعمل بورشة "نجارة" عقب عدم استكمال دراسته، بسبب ظروف أسرته المادية الصعبة، روى قصته لـ"أهل مصر"، قائلا: "لم يحالفنى الحظ فى استكمال تعليمى لظروف والدى الذى كان يعمل فلاحا، حيث إنه لم يستطع توفير نفقات تعليمى أنا وأشقائى، فخرجت من التعليم وتوجهت للعمل فى حرف ومهن كثيرة حتى استقريت بمهنة "الأستروجى" فى إحدى ورش النجارة، إلا أنه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ففى عام 2000 تعرضت لحادث سيارة أثناء الذهاب لعملى، ولأننى أعمل فى مهنة خاصة لا يحكمها قانون العمل ولا توجد تأمينات، لم يقف أحدا بجوارى، وخلال الحادث أصيبت بـ"بتر" فى يدى اليسرى.
وأضاف: قررت عدم الاستسلام وعدت للعمل عقب شفائى من أجل تكوين مستقبلى عقب وفاة والدى، حتى أصبحت متقنا وماهرا بها رغم مشقة المهنة التى تتطلب الحركة الكثيرة، حيث تعتمد على استخدام اليدين فى الانتهاء من دهانات جهاز العرائس من "سراير ودواليب" وغيرهما، حيث يطلب صاحب الغرف مواصفاته ويصممها زملائى وأتولى أنا دهاناته، وتزوجت وأنجبت طفلين من هذه المهنة، دون أن امتلك ورشة خاصة بى.. المهنة تتطلب تحريك الخشب يمينا ويسارا وحمله إلى مكان آخر بعد الانتهاء منه، رغم ثقله: "اللي بقدر اشيله بشيله واللي صعب عليا الولاد اللي معايا بيساعدوني فيه".
وتابع "القيص": "تقدمت إلى الفصل الواحد للحصول على شهادة أمية وبالفعل حصلت عليها، وعندما سمعت عن تقديم في بعض الوظائف، أسرعت للتقديم على وظيفة تساعدنى في معيشتي الضيقة لكن لم أحصل على أي وظيفة من تلك الوظائف المقدمة"، قائلا: "جريت هنا وهنا والآخر مافيش حاجة".