اعلان

في يوم ميلاد "كعب الغزال".. مواقف مؤلمة في حياة محمد رشدي (بروفايل)

بصوته الشجن، ومشاعره الفياضة، وملامحه البريئة على سجيته، استطاع الفنان محمد رشدي أن يأسر قلوب العديد من محبيه الذين طالما سمعوا صوته الشجن تخلل مشاعرهم كـ"سيل" الدم في الجسم، والذي بكلماته ترى مصر بجمالها أمام عينيك، وتشم رائحة أرضها من خلال عبق صوته الرنان، عشقه الجمهور فأطلقوا عليه "مطرب الشعب"، ولكن بالرغم من كل ما يمتلكه من حب الناس الأ أنه عاني الكثير في حياته منذ نعومة أظافره وحتى لحظات وفاته الغادرة.

اقرأ أيضًا: دوف كاميرون بإطلالة ساحرة في أحدث جلسة تصوير (صور)

- نجاته من الموت وأزمة "السين والثاء"

نشأ رشدي في عائلة بسيطة جدًا في دسوق وواده عاممل بسيط، وكان يتمنى والده العمل مثله في زراعة الأرض أو يصبح كاتب، إلا أن موهبة رشدي كانت تلح عليه من وقت لآخر، كما كان تعرض محمد رشدي في طفولته لموقف كاد أن يغير حياته للأبد فأثناء لهوه سقط على الأرض وكادت أن تقطع أسنانه لسانه نصفين، وظل لفترة طويلة لا يستطيع النطق، وهي الحادثة التي أثرت على نطقه لحرفين السين والثاء، إلا أنه تغلب عليها في الغناء.

نجح رشدي بعد توصية من نائب قريته في مجلس الشعب في الالتحاق بمعهد الموسيقى قسم الأصوات، ونجح أيضا في اختبارات الإذاعة في نفس العام الذي نجح فيه الفنان عبدالحليم حافظ، إلا أن الأقدار أخرت شهرته بينما أصبح اسم عبدالحليم ملء السمع والبصر.

- حاربه حليم وتركه وحيدًا

وعن سر تأخر شهرته، قال محمد رشدي في أحد لقاءاته "أن المطرب عبد الحليم كان معه صديقه الملحن محمد الموجي وزميله في المعهد كمال الطويل فساندوه أما أنا فكنت وحيد غريب لا أعرف أحد يمكن كنت بخاف من الناس"، خوفه من الناس الأمر الذي سبب له أزمة طوال حياته وحرمه من الكثير من النجاحات التي كان يسعى إليها دومًا حيث تسبب في ذلك نشأته الريفية وخجله منها في بعض الأحيان ومما قساه في الحياة، ففضل أن ينزوي ويبتعد عن علاقات الوسط الفني وصخبه، حتى لا يتعرض يوما لموقف يجرحه.

"قولوا لمأذون البلد يجي يكمل فرحنا" بتلك الكامتا أستطاع أن يتألق ملك الاغنية الشعبية وظل معروفا لأعوام كمطرب لأغنية واحدة، حتى نجح في التخلص منها وتقديم أعمالا فنية أخرى، فاقت نجاحها ومنها ملحمة "أدهم الشرقاوي" التي أذهلت الناس بموهبته الفذة التي كانت مدفونة منذ سنين، وعن سر عدم شهرته رغم نجاحه في بعض الاغنيات المعروفة على مدار عشر سنوات بعد أغنية "قولوا لمأذون البلد" وانصراف الناس عنه، أكد رشدي أنه كان يقدم أغاني لا يؤمن بها.

- حادث السويس

بعدما ذاع صيته ولمع اسمه في سماء الطرب، زادت الحفلات والأفراح التي يحييها، حي تعرض رشدي في احدى المرات لحادث كبير رحل فيه كل من كان معه في السيارة، ففي سنة 1959 شارك في إحياء حفل للترفيه عن القوات المسلحة في السويس، وأثناء العودة انقلبت السيارة ومات خمسة أفراد، بينما أصيب هو بكسور متفرقة في جسده، واضطر لإجراء عملية تجميل في وجهه، وظل لمدة عامين في الجبس. 

- زواجه وأبنائه 

تزوج رشدي وأنجب أربعة أبناء هم عادل وطارق وسناء وأدهم واسماه بهذا الاسم تيمنا بنجاح أغاني ملحمة "أدهم الشرقاوي" التي قدمها للإذاعة، حيث اعتبرها الأرض التي وقف عليها من جديد بعد "قولوا لمأذون البلد".

- رحلة مرضه

خاض رشدي في السنوات الاخيرة من حياته رحلة مع المرض بعد ما اكتشف اصابته بورم في المعدة ثم حاجته لجلسات الغسيل الكلوي، ومرض السكر، الأمر الذي عاني منه خلال تلك الرحلة المؤلمة التي كُتب نهايتها برحيله في 2 مايو عام 2005.

رغم فترة فنه القصيرة، الأ أن محمد رشدي ترك إرثا فنيًا ضخمًا من الأغاني الشعبية التي مازالت تلوح على أذهان الكثير وتطرب البعض في لأفراحهم ومنها ما تواسيهم في أحزانهم ومنها ما تحث الوطنية في نفوس البعض من أشهرها "عدوية، متى اشوفك، طاير يا هوا، وهيبة، عرباوي، يا ليلة ما جاني الغالي، ع الرملة، وملحمة أدهم الشرقاوي، ويا بركة رمضان".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً