تأتى الرياح غالبا بما لا تشتهى السفن، امثال يطلقها الكبار وفى واقع الأمر هى حقيقة على أرض الواقع، فيخرج الفلاح البسيط إلى رزقة طالبا من الله السلامة والرجوع إلى أهلة وأبنائه وبحوزته قوتهم الذى يبحث عنه فى كل مكان.
خرج "محمود ع ا" البالغ من العمر 38 عام ويعمل مزارع ويقطن بقرية الواقات بمركز ودائرة طما شمال محافظة سوهاج، إلى حقله لرى محصوله الزراعي وشقاء موسم كامل، ولكنه لم يضع فى حسبانه أنه خرج على قدمية وسيعود محمولا على الأعناق.
محمود كأي شاب يحب الجميع ويحبه الجميع ويساعد الأخرين حتى فى الحقول إن طلبوا منه، دعا ربه أن يكرمه فى المحصول الذى زرعه ليقتات منة ويقوم بالصرف على أسرته وتلبية إحتياجات المنزل، وذهب إلى الحقل حتى يروى زرعته، وفجأة سقط سلك الكهرباء الذى تحمله الأعمدة وسط الحقول فى الماء عليه، مما أدى إلى صعقه فى الحال ونقلة إلى المستشفى المركزي بطما، ولكنه وصل جثة هامدة لا أنفاس فيها، تارك خلفه أسرة كبيرة وأبناء تعيش اليتم فى سن مبكر.
جدير بالذكر تلقى اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، إخطارا من مستشفى طما المركزي يفيد بوصول المدعو سابق الذكر جثة هامدة إدعاء صعق كهرباء.
انتقل على الفور العميد أحمد شمندى مأمور مركز شرطة طما، والرائد هيثم الدكرونى ومعاونة النقيب محمد عبدالسلام، وبسؤال والد المجنى عليه والبالغ من العمر70 عام بالمعاش ويقيم بذات الناحية، قرر بأنه أثناء قيام المذكور بري أرضه الزراعية سقطت أحد أسلاك أعمدة الإنارة على الأرض، واصطدمت به مما نتج عن وفاته، واتهم مسئولي الكهرباء المختصين بالقرية بالإهمال.
و بتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة وأيدت تحريات إدارة البحث الجنائي ذلك.
و تحرر عن ذلك المحضر رقم 3660 إداري المركز لسنة 2018 وبالعرض على النيابة العامة صرحت بدفن الجثة.