يشاهد عددٍ كبير منا في الشوارع يوميًا العشرات بل والمئات، من السيارات مجهولة الهوية، وعند رؤية المشهد للمرة الأولى يبدأ ذهنك سريعًا في طرح تساؤلات عدة، كيف يسير مستقلي هذه السيارات في الشوارع الرئيسية نهارًا دون أى تخوف من العقوبات الأمنية؟.
التساؤل يبدو منطقيًا في ظل عدم الدراية الكاملة بنوعية السيارة، وهل مستقلها هو صاحبها الأصلي، أم يكون الأمر مثيرًا للشبهات، بالفعل التفسير الأخير كان الأنسب خلال، بعد أن كشفت الإحصائية الأخيرة الخاصة بسرقة السيارات الصادرة عن إدارة المرور، عن وصول عدد السرقات إلى 10 ألاف سيارة منذ مطلع العام الجاري، النسبة التى تصيب القارئ أو مستمع النسبة بحالة من الصدمة!.
مع تكرار المشهد يوميًا في الشوارع، فتحت "أهل مصر"، نقاشًا مع مختصى الشأن، وكانت البداية عند أيمن مسعد، تاجر سيارات، تسالأنا عن كيفية قيام أفراد بعينهم بقيادة سيارة في وضح النهار دون لوحات معدنية، وما هي حقيقة أغلب السيارات الملحوظة بهذا المشهد.
"أيمن" أوضح لنا، أن أغلب هذه السيارات وبالأخص السيارات الأجرة، التى تنتشر في الشوارع دون لوحات معدنية، تستخدم في العديد من السرقات، وأعمال البلطجة وترويع المواطنين، علاوة على استخدامها في جرائم أخرى أمثلة الخطف والإغتصاب، ما يحتم على الجهات الأمنية تشديد الرقابة على هذه النوعيات من السيارات، وفي الأغلب تكون هذه السيارات مسروقة، يتم تدوير بعضها، والأخر يتم تقطعيه وبيعه في الخفاء.
حديث الرجل لم يكن مغلوطًا فأغلب ما ذكره يبدو معلومًا للجميع، لكن التساؤل هنا بدأ يدور هل يتم استخدام هذه السيارات في أعمال أخرى، بالطبع تستخدم في تنفيذ عمليات القتل العمد، والإغتيالات، تعليقًا خرج على لسان اللواء عادل شحاتة، الخبير الأمني، عقب انتشار هذه النوعيات من السيارات سواء الملاكي أو الأجرة في الشارع.
الخبرة الأمنية للرجل جعلته يناشد بضرورة مواجهة هذه الظاهرة، التى رأها تساعد على انتشار الجريمة المنظمة داخل المجتمع، دون أن يصل إليهم أحد، لعدم وجود بيانات محددة لهذه السيارات.
لكل خطأ عقاب، أمر يتفق عليه الجميع، حيث أكد المستشار سيد عبد الحميد، أن القانون يعاقب من يتم ضبطه يقود سيارة دون لوحات معدنية بسحب الرخص، وإذا ثبت عدم أصحية الأوراق أيضًا أو تعلل البعض بضيعها أو عدم تواجدها بأى شكل، يتم سحب السيارة ومصادرتها في الحال، مع تعرض السائق نفسه للسجن، حسب إدانته في الواقعة من وجهة نظر هيئة التحقيق المكلفة بالبت في الأمر.