أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة السويداء السورية، وأسفر عن وفاة ما لا يقل عن 168 شخصًا وإصابة 180 جريحًا، نتيجة للتفجيرات الإرهابية التي شنَّها تنظيم "داعش" الإرهابي في المدينة بريفها الشرقي والشمال الشرقي، حيث نفَّذ التنظيم ثلاث هجمات بأحزمة ناسفة في مدينة السويداء وحدها، فيما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى بريفها الشمالي الشرقي قبل أن يشن هجومًا على المنطقة.
وأشار المرصد إلى أن هذه الأعمال الإرهابية تؤكد على وحشية تنظيم داعش وهمجيته، وعلى أن التنظيم يحاول مجددًا التمدد والتوسع داخل الأراضي السورية بعد الهزائم التي تعرَّض لها في العديد من معاركه، وباتت قوته القتالية محدودة؛ ولذلك يلجأ إلى مثل هذه العمليات الإرهابية من أجل ترويع المواطنين وقتل الأبرياء لنشر الفوضى في المدن السورية المحررة من قبضته.
وأكَّد المرصد على أن مثل هذه العمليات التي يقوم بها التنظيم إنما الهدف منها هو شق الصف لزرع الفتن بين المواطنين، مؤكدًا على أن تنظيم داعش يحاول منذ دخوله سوريا زعزعةَ أمن البلاد واستقرارها عبر محاولته زرع الفتن الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، وذلك ضمن المؤامرة الكبرى والحرب الإرهابية التي تتعرض لها الدولة السورية.
وقال المرصد: إن الشريعة الإسلامية ترفض كل أنواع الاعتداء والقتل الذي يقع بحق الأبرياء ويروِّع أمنهم، مؤكدًا أن الإسلام حرَّم كل الاعتداء على النفس البشرية بالقتل أو الذبح أو الخطف، معتبرًا أن مثل هذه الأعمال تتطلب أقصى العقوبة.
وأعرب المرصد عن مواساته لأهالي الضحايا والمصابين متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، ومناشدًا الشعب السوري بضرورة التكاتف والعمل كصفٍّ واحد في مواجهة مثل هذه التنظيمات الإرهابية ومن يمولها، عبر توحده من أجل وطنه واتحاده وراء مؤسساته للقضاء على كل الفصائل الإرهابية، كما أكد على أن الإرهاب الداعشي لن يقتصر على منطقة بعينها في سوريا وإنما يحاول أن يضرب في كل منطقة بالدولة، حيث يسعى التنظيم من خلال هذه العمليات إلى رفع معنويات مقاتليه بعد الهزائم المتكررة التي تعرض لها.