"الداخل مفقود والخارج مولود" عبارة اعتدنا كثيرا على سماعها عن ما يحدث من فوضى وإهمال في المستشفيات الحكومية، إلا أن هذه المرة جاءت على عكس التيار حيث انطبق هذا المثل أيضا على المستشفيات الخاصة، على الرغم من تكبد أهل المريض آلاف الجنيهات، والذى يستوجب الاهتمام بالحالة ومراعاتها فى كل صغيرة وكبيرة.
دخلت طفلة تدعى "رودينا السيد" والتى لم تكمل العامان من العمر، إلى إحدى المستشفيات الخاصة والمعروفة فى محافظة سوهاج، مشيا على الأقدام لإجراء عملية جراحية فى سقف الحلق، ولكنها خرجت بعد أكثر من شهر من العناية المركزة مشلولة وتعاني من غياب كامل فى الوعي.
يقول والد الطفلة إنه أجرى لها عملية سابقة من قبل فى المستشفى الجامعي بسوهاج، كان يتوجب علية إجراء عملية ثانية وبسبب الازدحام بالمستشفى الجامعي اضطر لعدم الانتظار خوفا على ابنته وقام بإجراء تلك العملية بإحدى المستشفيات الخاصة، ودخلت ابنة العمليات وخرجت بعد 4 ساعات وتم نقلها إلى العناية المركزة وبسؤاله عنها أكد له أحد الأطباء أنها تعانى من ضمور بالمخ ولا يمكن لها المشى، مضيفا أن الطبيب اعتقد أن الطفلة كانت مشلولة من قبل.
وبسؤال أحد الأطباء بالمستشفى ممن قاموا بإجراء العملية الجراحية لها، أكد أن الطفلة يوجد لديها مياه على المخ وستتحسن قريبا، ولم يتحصلوا منه على أي مبالغ مالية، وبإجراء أشعة لها فى إحدى المستشفيات الخارجية ظهرت الفاجعة وتبين أنها تعانى من شلل وفقدان للوعى بسبب خطأ فادح أثناء العملية الجراحية وهو نقص الأكسجين الذى أدى إلى موت خلايا المخ.
أدى ذلك إلى قيام والد الطفلة بتحرير محضر ضد إدارة المستشفى متهم الأطباء بالإهمال والتقصير فى العملية الجراحية مما أضر بابنته، وبعد العرض على النيابة أكد تقرير الطب الشرعي أنه بالفعل تعرضت الطفلة لخطأ أثناء اجراء العملية الجراحية، ولما علمت إدارة المستشفى من قيامة بشكواهم قاموا باتهامه ومطالبته أنه لم يسدد 50 ألف جنيه أجر المستشفى عن المدة التي حجز بها فى العناية المركزة، مضيفا أن الإدارة ساومته عن تنازلها عن المبلغ المذكور نظير تنازله عن شكواهم.
وأكد مصدر مسئول بمديرية الشئون الصحية فى سوهاج، أنه يجب على والد الطفلة التقدم ببلاغ يشكو فيه إدارة المستشفى حتى يتم التحقيق فى الواقعة ولو اتضح ذلك سيحاسب الجميع طبقا للقانون ولن يتم التستر على أحد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
