أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن وسائل الإعلام العربية والدولية قدما صورة متكاملة عن الأوضاع في شمال سيناء، عقب الجولة التي اصطحبت فيها الهيئة العامة للاستعلامات مجموعة من مراسلي كبريات الصحف ووسائل الاعلام بمدينتي العريش، وبئر العبد.
وأكدت الهيئة في تقرير لها اليوم، أنه طبقًا لما رصدته هيئة الاستعلامات لبعض ما نشرته وسائل الإعلام العالمية، فقد تنوعت تعليقات وسائل الاعلام ومشاهدات مراسليها، وحواراتهم مع سكان شمال سيناء والمسئولين فيها.
وركزت بعض هذه الوسائل علي مستوى الاستقرار الأمني الذي لمسه الصحفيون خلال الجولة، بينما تحدثت صحف ومواقع عن الانتصار العسكري الذي حققه الجيش، وحاولت البحث في أسبابه، بينما كان الجانب الانساني هو الغالب في العديد من التقارير الإعلامية من خلال رصد حياة السكان والحديث اليهم ونقل مشاعرهم، التي فاضت بالامتنان للقوات المسلحة، والإبتهاج بالتخلص من كابوس الإرهاب، والتفاؤل بالمستقبل.
وشددت الهيئة، علي أنه من بين عشرات التقارير والمشاهدات والحوارات التي أجراها المراسلون بحرية تامة مع المواطنين من مختلف الأعمار والفئات، لم يتم رصد أية إشارة رصدها المراسلون، أو ألمح إليه أي من السكان بشأن أي إفتئات علي حقوق أحد، أو أملاكه، أو انتقاص من شأنه.
ولفت الهيئة إلي أنه لم يتحدث أحد عن أي من ادعاءات "أبواق الكذب" عن أوضاع سكان سيناء وحقوقهم الإنسانية أو المادية أو المعنوية، أو عن ادعاءات الهدم العشوائي للمنازل أو التعرض لسوء معاملة او اعتقالات عشوائية أو غير ذلك وهي أمور دقق فيها وبحث عنها بالتأكيد العديد من هؤلاء المراسلين الأجانب بحكم طبيعتهم المهنية، خاصة أن حركة المراسلين تمت بكل حرية دون تحديد مناطق معينة أو مقابلة مواطنين بعينهم أو تدخل أو رقابة من أية جهة في هذه الحوارات "ليس مع العين أين".
وأوضحت الهيئة، أن أول ملاحظة سجلتها أقلام الصحفيون الأجانب هي عن جولتهم نفسها، والحرية التي تمتعوا بها لأداء عملهم بكل حيادية ومهنية، فنشر موقع "إيلاف" الإخباري تقريراً بدأه بالقول بأن "مؤشرات عودة الحياة الطبيعية في مدينة العريش قد تجلت في دخول الصحافة الأجنبية إليها حيث رصد الصحفيون الذين تجولوا بين ارجائها حركة طبيعية في الأسواق وبين السكان الذين نفضوا غبار الحرب ضد الارهاب في انطلاقة جديدة".
وقالت الهيئة، إن هذه أول ملاحظات الوفود الصحفية، فالمشاهدة في الواقع خير برهان، وكما يقال: ليس مع العين: أين؟".
الفرنسيون: الابتسامة عادت لسكان العريش
وتضمن رصد هيئة الاستعلامات أن وسائل الإعلام الفرنسية والسويسرية من بينها (وكالة الأنباء الفرنسية وموقع سويس انفو، وراديو سويسرا وصحيفة ليبراسيون) قد ركزت في تناولها لتجول الصحفيين في أماكن عديدة في العريش علي الجانب الانساني الذي رصدته في حياة المواطنين في سيناء، فقالت "إن تحسناً واضحاً قد طرأ علي حياة السكان اليوم، وعادت الحياة إلى طبيعتها منذ أكثر من شهر من الآن، وارتسمت الابتسامة واسعة على شفتي طالبة بكلية التربية بالعريش، وهي تتحدث في سعادة عن عودة الدراسة إلى جامعة العريش، والتي عادت معها الحياة بكل معانيها إلى أهل المدينة".
بينما نقلت قناة "فرانس 24" الفرنسية عن محافظ سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور قوله لمراسلي القناة عند استقباله لهم في العريش: "إن تسهيل حياة السكان وتخفيف الاجراءات الأمنية قد ترافق مع خطة لتنمية شمال سيناء تنفذها الدولة وتهدف إلى تحسين الخدمات في مجالات الصحة والاسكان والتعليم وتطوير قطاعات الصناعة والحرف اليدوية".
الخضروات والفواكه والأسواق العامرة
كما ذكرت القناة الفرنسية أيضاً إضافة إلى إذاعة "صوت أمريكا" أن المراسلين تجولوا في المدينة ورصدوا الاسواق العامرة بالسلع والخضروات والفواكه الطازجة، ونقلوا عن بائع شاب في السوق ارتياحه للحركة الدائبة في أسواق العريش مشيراً إلى أنه منذ بداية شهر رمضان فإن جميع السلع موجودة بوفرة في المدينة.
الصحف الانجليزية: المواصلات العامة تسير في آمان
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ركزت على انتظام المواصلات العامة في أنحاء مدينة العريش، الأمر الذي يشير إلى الحياة الطبيعية في المدينة بكل وجوهها، والتقى الصحفيون طالبة خرجت لتوها من أداء الامتحان الجامعي وقالت: إن جميع وسائل المواصلات العامة قد عادت مع عودة الدراسة، ولم يعد هناك أي وجود لطوابير انتظار السلع والمواد الغذائية.
بينما نقلت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية وصحيفة "العرب" اللندنية عن أحد قادة الجيش المصري في العريش قوله أن الحياة قد عادت إلى أوضاع شبه طبيعية في العريش بعد التحسن في الوضع الأمني وتم تخفيف الاجراءات التي كان قد اتخذت بشكل مؤقت عند بداية العملية الشاملة سيناء 2018.
الإعلام العربي علي الهواء
عشرات من وسائل الإعلام العربية نقلت بتوسع وبروح ايجابية أجواء الأوضاع في شمال سيناء، وإذاعت قناة العربية تقريراً مصوراً من العريش ولقاءات مع المواطنين
أما قناة "سكاي نيوز عربية" فقد أذاعت تقريراً مصوراً لمراسلها محمد صلاح الزهار عن الأوضاع في سيناء، مؤكداً على حرص القوات المسلحة المصرية التام خلال العمليات العسكرية ضد الارهابيين علي تلافي أية مواجهات أو ملاحقات للعناصر الارهابية في نطاق المناطق المأهولة حفاظاً علي حياة المدنيين.
وأشار التقرير المصور للقناة إلى عودة الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية في أنحاء مدينة العريش إلى فتح أبوابها واستقبال أبناء المدينة.
في السياق نفسه ركز موقع "24" الإماراتي وكذلك بعض وسائل الاعلام العربية والأوروبية الأخرى علي عودة الحياة إلى شواطئ العريش بعد طول انقطاع حيث تم اجراء مقابلات مع بعض الشباب الذين يستمعتون بمياه البحر الصافية.
بينما اهتمت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية وصحيفة "النهار" اللبنانية بالإشارة إلى عودة النشاط الرياضي والتقوا شباباً في المركز الرياضي وحمام السباحة الأوليمبي.
الإسرائيليون: لهذا انتصر جيش مصر
وسائل الإعلام الاسرائيلية، ورغم رصدها للحياة الطبيعية في شمال سيناء وفي مصر عموماً، وإشارتها إلى أن 15 ألف سائح اسرائيلي أمضوا عطلة عيد الفصح في منتجعات سيناء والبحر الأحمر، إلا أن معظم المواقع الاخبارية الاسرائيلية ركزت علي الجوانب العسكرية.
حيث قال موقع "تايمز أوف اسرائيل" الناطق بعدة لغات "إن خسائر فادحة قد لحقت بالجماعات الارهابية في شمال سيناء بعد حملة كاسحة لجيش مصر".
وقال الموقع الاسرائيلي "إن اجراءات الدولة المصرية قد أكدت بشكل مفاجئ إلى تحقيق الاستقرار في الوضع الأمني بعد سنوات من الحرب وسفك الدماء التي كانت تتم بشكل اسبوعي تقريباً".
وحاول خبراء الموقع الاسرائيلي تحليل سبب هذا الاتجاه العسكري للجيش المصري بالقول: إن جيش مصر يتمتع بتقنيات متقدمة لجمع المعلومات الاستخبارية إضافة إلى تعاون بعض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الشهور الأخيرة.
كما تحدث التقرير عن التعاون المهم الذي أبداه سكان سيناء في دعم حملة الجيش.
واختتمت بالإشارة إلى نجاح مصر في تجفيف مصادر الدعم الخارجي للإرهاب خاصة بعد انهيار قوة داعش في سوريا.