«لا دولة تنظر إليهم ولا حقوق تحوي معيشة كريمة لهم» كلمات بسيطة تلخص حياة ذوي الإعاقة لعقود طويلة، عاشوا خلالها مهمشين كمواطن درجة ثالثة أو أقل، فلا عمل يضمن معيشة كريمة ولا حق تضمنه الدولة لهم، إلى أن جاء مخلصهم ونصيرهم، عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كما يروه ويحبوا أن يصفوه، ليكتب سطورًا جديدة لنصرة هذه الفئة المهمشة.
وظهرت مواقف الرئيس السيسي، لنصرة ذوي ومتحدي الإعاقة، منذ ولايته الأولى لحكم مصر، لدمج تلك الفئة التي تقدر ما بين ١١ إلى ١٤ مليون معاق، من تعداد الدولة، ليطلق عام «ذوي الإعاقة» في مطلع 2018، على غرار «عام المرأة المصرية» في ٢٠١٧، وعام «الشباب» في عام ٢٠١٦، وذلك بعدما قدم أحد المشاركين في المؤتمر الوطنى للشباب الذي عقد بالإسماعيلية اقتراحا للرئيس بهذا الشأن.
نصرة متحدي الإعاقة
وخلال الأيام الأولى من العام الجاري، استقبل الرئيس السيسي، البعثة المصرية التي شاركت في في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت في المكسيك، نهاية 2017، وكرم الرياضيين الفائزين بميداليات وجوائز في البطولات الرياضية العالمية، والأجهزة الفنية التي تولت تدريبهم بعد حصولهم على ١١ ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية.
لم يقف الرئيس عن نصرة تلك الفئة ومحاولة دمجهم بالمجتمع من خلال إطلاق عام خاص بهم، إلا أنه أصر القانون المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي حمل رقم 10 لسنة 2018، وأقره البرلمان، ليكون طوق النجاة لهم، الذي حمل الكثير من المكتسبات والحقوق لتلك الفئة المهمشة.
ويُعد القانون الذي أصدره الرئيس، اعتراف صريح من أعلى مستوى في الدولة بحقوقهم كمواطنين مصريين من حقهم التعايش السلمى مع إعاقاتهم في المجتمع، وأول تلك الحقوق حقهم في العيش بكرامة ذلك الحق الذي يكفله لهم الدستور والاتفاقية الدولية، ويتحقق بحقهم في التوظيف وحقهم في الضمان والحماية الاجتماعية، يليه حقوقهم في التعليم والصحة والثقافة والسياسة والرياضة.
إصلاح تشريعي
ووضع قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، أول تعريف جامع للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يضم كل شرائح الإعاقة ويمنع سطو أحد من غيرهم على حقوقهم في مادته الأولى، فضلًا عن ضم الأقزام لهم في مادته الثالثة.
ومنحهم القانون، استخدام كافة الخدمات والأنشطة والمرافق العامة ووسائل المواصلات دون إقصاء أو استبعاد، وجرم التمييز بسبب الإعاقة.
واستكمالًا لمسيرته في دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع، شارك الرئيس السيسي، اليوم في افتتاح المؤتمر الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أعلن خلاله عن تدشين مبادرة «الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية» بهدف تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الخدمات المقدمة على مواقع الحكومة باستقلالية تامة، والنفاذ إلى المعلومات اللازمة بشكل ميسر.
مركز وأكاديمة في خدمتكم
وأعلن الرئيس السيسي، خلال المؤتمر عن إنشاء «المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة» كأول مركز من نوعه في أفريقيا، فضلًا عن إنشاء «الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة» وفقًا لأحدث معايير الجودة والتدريب لتصبح الأكاديمية فيما يعد مركزًا إقليميًا لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي وأفريقيا، وتهدف إلى تأهيلهم للحصول على فرص عمل لائقة ومتنوعة.