تحل اليوم ذكرى رحيل الرجل الملقب بصاحب القبضة الحديدية والذي أتى به الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب تظاهرات 18 و19 يناير 1977 ليشغل منصب وزير الداخلية، اللواء النبوي إسماعيل الذي عمل بمكتب وزير الداخلية قبل أن يتم تعيينه نائبا للوزير ليتم بعد ذلك 6 أشهر ويصبح وزيرا ثم نائبا لرئيس الوزراء ثم وزيرا للحكم المحلي عام 1982.
تخرج اللواء الراحل النبوي إسماعيل في كلية الشرطة عام 1946، ودرس القانون وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة قبل أن يعين بإدارة مباحث أمن الدولة فور قيام ثورة يوليو عام 1952، غير أن الصراعات السياسية أطاحت ببعض قيادات الرعيل الأول لجهاز مباحث أمن الدولة، فانتقل النبوي إسماعيل إلى مباحث السكك الحديدية، لكنه مع المشهد الأخير لهذه المرحلة، أصبح مديرا لمكتب ممدوح سالم، الذي كان حينها وزيرا للداخلية.
نجح في إفشال عدد كبير من المخططات الإرهابية من أشهرها نسف مجمع التحرير ومبنى الإذاعة والتليفزيون وكثير من محاولات اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، بالإضافة إلى أن النبوي إسماعيل هو من أنقذ جمال عبد الناصر من محاولة اغتيال، في احتفالات محافظة السويس عام 1965، إلى أن رحل عام 2009 بمستشفى دار الفؤاد عقب صراع طويل مع المرض.
في أغسطس عام 1987 تعرض لمحاولة اغتيال، حيث أطلقوا النار على شرفة منزله، ولجأوا إلى هذه الطريقة، نظرا للحراسة المشددة على المنزل بشارع جامعة الدول العربية، وفر الجناة بدون تحقيق أي نجاح.
وفي سبتمبر 1987 تمكنت قوات الأمن من الوصول إلى التنظيم، وقتل محمد كاظم أبرز عناصر التنظيم في مواجهة شرسة، وألقى القبض على يسرى عبد المنعم وهرب مجدى الصفتى زعيم التنظيم ومعه عبد الله حسين أبو العلا وجميعهم من الوجوه الجديدة على ساحة العنف في مصر، وبلغ عدد المتهمين في التنظيم 33 متهمًا قدموا جميعًا للمحاكمة.
وأكدت المحكمة الحكم السابق الذي أصدرته محكمة أمن الدولة التي كانت قد عاقبت المتهمين في 2 سبتمبر 1989 بالأشغال الشاقة المؤبدة غيابيًا، وتأييد الحكم عليهم حضوريا.
النبوي إسماعيل توقع حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981 وأبلغ السادات بذلك وقدم له بعض القرائن التي تؤيد وجهة نظره، لكن السادات طمأنه بأن الأعمار بيد الله.
وأكد النبوى خلال بعض تصريحاته السابقة أن وزارة الداخلية تمتلك شريط فيديو يصور أعضاء جماعة الجهاد، أثناء تجهيزهم لعملية المنصة، وتحدث عن احتمالات وجود أصابع أجنبية وخارجية وراء الحادث.
وأدى النبوي دوره في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ مصر الحديث قدر ما استطاع، كان دائما ما يردد أن مهمته الأساسية تلخصت في ترتيب البيت من الداخل وتأمين البلاد من أخطار رافضي السلام، الذين حاولوا غير مرة العبث بأمن مصر.