قدم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا قائمة غير نهائية للجنة السورية لصياغة دستور جديد للبلاد، وذلك خلال مؤتمر أستانا العاشر لممثلي الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران والمقام في مدينة سوتشي.
من جانبه قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في سوتشي، أيمن العاسمي، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، إن تصريح دي ميستورا يدل على خلاف بين الدول الموجودة، لأن الحكومة السورية كانت قد قدمت اللائحة الخاصة باللجنة الدستورية، كما أن المعارضة قدمت لائحة أخرى كل على حدة، مشيراً إلى أن تصريح دي ميستورا جاء مفاجئا.
وأشار العاسمي إلى أن الأمور في تعقيد ولا تدعو للتفاؤل، لأن المعارضة كانت على دراية بأن اللجنة الدستورية قد انتهت من وضع الأسماء وحددت الشخصيات وبقي دور دي ميستورا في اختيار اللجنة التي هي لجنة مصغرة. وقال العاسمي لو اعتبرنا أن الأسماء اختيرت كهيئة عامة مؤلفة من 100 شخص، فسيتم اختيارها على مبدأ: ثلث / ثلث / ثلث، وهذا ما تم الاتفاق عليه".
وأضاف العاسمي: "عدم حضور الجانب الأمريكي في هذا المؤتمر يمكن أن يحمل رسالة سلبية أو إيجابية، أي أن الجانب الأمريكي يمكن أن يكون قد اقتنع بفكرة الحل التي تقوم على أساس مسار أستانا برعاية روسية — تركية إضافة إلى الجانب الايراني، لكن أنا أرجح أن الخلاف أكبر على موضوع اللجنة الدستورية وهذا ما يرجعنا خطوة إلى الوراء، لأنه بمجرد الانتهاء من اللجنة الدستورية سيتم بحث ملفات أخرى، ولكن ما يهمنا الآن بالدرجة الأولى هو اللجنة".
وبالحديث عن الأولويات قال المتحدث: "نحن نعلم بأن خفض التصعيد سينتهي في شهر أيلول، وحتى نستطيع إكمال الملفات الأخرى لاحقا سواء أكانت اللجنة الدستورية او مسألة المعتقلين، يجب أن يكون هناك تمديد لفترة خفض التصعيد أو تحويلها إلى وقف إطلاق النار لأن خفض التصعيد لم ينجح في بقية المناطق".
وأضاف: "هناك إشكال عند الدول الضامنة حول مفهوم الحل، فالبعض ينطلق من مفهوم إعادة سلطة الدولة إلى بقية المناطق، وهذا الأمر نراه سلبيا، فالقضية بيننا وبين النظام ليست قضية جغرافيا، بل القضية الأساسية هي قضية الحريات والديمقراطية وتشكيل الأحزاب مستقبلا. الحل برأي أولا هو وقف إطلاق النار بشكل كامل من خلال النفوذ الدولي."
وعن الدور الإيراني، قال العاسمي نحن لا نعول على الدور الإيراني، لأنه لا يتمدد في منطقة إلا إذا كان هناك فوضى. فالدول التي لها نفوذ في سوريا يجب أن يكون نفوذها ايجابيا وينظر إلى مصالح الشعب السوري، وبالتالي أرى أن الأمور تراوح في مكانها ولا يوجد تقدم".
وعن سؤالنا حول ماذا يريد الجيش الحر من أستانا 10، قال العاسمي: "الأعمال العسكرية هي ليست الهدف، بل كانت وسيلة لنصل لغايتنا فاذا تحقق الهدف بهدوء وبدون معارك، هذا أمر جيد هدفنا كان وقف إطلاق النار وبدء المباحثات السياسية والحكومة السورية لم تقبل المباحثات، كما أن موضوع المعتقلين، كان من المفترض أن يكون موضوعا لا يقبل التفاوض"، متسائلا:"على ماذا سيتم التفاوض حول المعتقلين المدنيين؟".
وأضاف العاسمي: "من الضروري إبراز الجدية في مسألة الانتقال السياسي ومناقشته بشكل أعمق، ونطلب من روسيا أن تقوم روسيا بدور الضامن الحقيقي بجلب النظام إلى طاولة المفاوضات الجدية للانتقال السياسي، وهنا لا أقول تسليم السلطة إنما انتقال إلى نظام ديمقراطي يستوعب كل القوميات والأعراق الموجودة في سوريا".
وطالب العاسمي روسيا بالاستثمار الإنساني في المعارضة السورية، قائلا: "نطالب روسيا بالاستثمار في المعارضة لا محاربتها، وهذا الأمر نحن نرحب به على أسس تكون فيه جدية في الحل والنظرة إلى المشاكل التي نصادفها، وإلى المطالب".