تنظر إلى المنزل من الخارج تجده مهدما لا يليق بالأدمية، تعتقد أنه يسكنه الحيوانات والكلاب الضالة، ولكن عندما تقترب منه وتطأ قدمك بداخله، تجد 7 أشخاص يفترشون الأرض على حصير من البلاستيك، وأخرى من الخزف، وثالثة من البلاستيك على مصطبة من الطوب اللبني، بنيت على هيئة سرير ينام علية الأطفال.
وتنظر إلى السطح تجد مالا يحمد عقباه، الفئران تركض مسرعة خلف بعضها البعض، وكأنها فى سبق ومنها ما يتساقط على أرض الغرفة التى بنيت من الطوب الأبيض، وسقفها من الفلاق والجريد، ويجرى على الأطفال وبجوارهم، وهم نيام وتشققات الحائط، والبوص يتدلى من جنبات بعض غرف المنزل المكون من 3 غرف، الأولى بها المصطبة التى ينام عليها 5 أطفال، وحصير أسفل منها على الأرض يفترشها رب المنزل وزوجته، وتليها غرفة ضيقة بها غسالة يدوية لا تعمل وبعض الأواني التى تستخدم فى الطهى وبجوار منها، أيضا في أحد جنباتها حمام لا يتعدى متر طولا ومتر عرضا غير مكتمل البناء، وسقف تلك الغرفة من البوص والجريد، وتليهما غرفة سقفها من البوص فقط لا تحتمل نزول الأمطار ويسكنها أيضا الفئران والثعابين وبه كانون يقومون بالطهى عليه.
يقول رب المنزل "نبيل محمود"، والبالغ من العمر 40 عام ويعمل أرزاقي باليومية أنه لا يمتلك إلا هذا المنزل البسيط، ولا يمتلك أي أرض أخرى، ولدية زوجته التى تساعده فى المعايش، و5 ابناء أكبرهم من قلة المال تسرب من التعليم وهجر القرية ليساعد والدية على تكملة مسيرتهم تجاه باقي اخوته.
تضيف زوجة رب البيت "لبنى" 35 عام أن ابنها الكبير على البالغ من العمر 13 عاما، ترك العام الماضي التعليم، وكان ملتحق بالمرحلة الإعدادية، وأن باقي ابنائها بالتعليم تسعى وزوجها على الأرزاق، وتعمل لدى الناس فى الحقول للحصول على مبلغ زهيد أخر اليوم، وهذا غير دائم.
وأضافت أن باقي ابنائهم وهم "إيمان والسيد وشمس" فى المرحلة الإبتدائية ويوسف لم يبلغ سن التعليم حتى الآن، وأنها لا تجد المال الذى تشترى به شنط المدرسة لأبنائها، أو المواصلات، لذا يقوم ابنائها بالمشي إلى المدارس، لمسافة تبلغ 4 كيلو متر ذهابا وإيابا، وهذا صعب على أطفال مثل هؤلاء، وتخشى على ابنائها أن تلدغهم العقارب والثعابين أو الفئران التى تتدلى من سقف المنزل، أو تخرج عليهم من الزراعات والحلف المجاور، وأضافت السيدة أنها تتقاضى من برنامج كرامة، وتكافل مبلغ يقارب 500 جنيه لا تكفى متطلبات الأسرة، من مأكل ومشرب أو علاج للاطفال.
وأضاف رب المنزل أنه كان يعمل عامل باليومية من قبل فى إحدى المدارس، وتم فصلة ويتمنى أن يرجع إلي وظيفته التى قد تساعده على مصاريف أبنائه، بعد تثبيته.
لذا يطالب رب المنزل وزوجته المسئولين محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم، بالتنويه على إحدى الجمعيات الخيرية بتعريش المنزل خوف من أن تلدغ الحيوانات القارضة ابنائهم وتصيبهم بالأمراض، أو يلقوا حتفهم بلسع عقرب أو ثعبان، وأن ينظر إليه فى إمكانية رجوعه لعمله، رأفة منه بأبنائه الأطفال الصغار.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
