خطيب المسجد الحرام: المملكة سخّرت إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن

إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ ماهر المعيقلي
كتب : وكالات

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي أن من عظّم الله تعالى وقف عند حدوده، ولم يتجرّأ على مخالفته، فإنّ عظمة الله تعالى وجلاله تقتضِي تعظيم حرماته، والاستسلام لأمره ونهيه، والتسليم لشريعته، وقال المعيقلي: إنّ الله تعالى خص مكة المكرمة من بين سائر البلاد، فحرمها يوم خلق الأرض والسماوات، وأضافها سبحانه إليه تعظيما لشأنها، وإجلالا لمكانتها، وتوعد جل جلاله من نوى الإخلال بأمن حرمه، وهم بالمعصية فيه، أن يذيقه العذاب الأليم، فكيف بمن تلبس بجرمه، فإن أمره أعظم، ووعيده أشد، وهو من أبغض الناس إلى الله تعالى، ففي صحيح البخاري، أن النّبي صلى لله عليه وسلم قال: أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاَثَة.. وذكر منهم - مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، أي: ظالم مائل عن الحق والعدل، بارتكاب المعصية.

وأوضح المعيقلي في خطبته أن من نعمة الله تعالى على عباده المؤمنين أن سخر لبيته من يقومون على خدمته، والعناية به ورعايته، فشرّف الله بلاد الحرمين الشريفين المملكة فقامت بذلك خير قيام، وبذلت كل وسعها، وسخرت إمكاناتها وأجهزتها، وهيّأت كل أسباب التسهيل والراحة، والأمن والسلامة، فجزى الله خيرا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، على ما يوليانه من عناية خاصة، ورعاية للحجاج والمعتمرين، وأدام الله أمن هذه البلاد وأمانها، وعزّها ورخاءها.

وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله وخطراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزا عظيما.

وأكد الشيخ الحذيفي أن المؤمن يحاسب نفسه ويراقبها ويقيمها على أحسن الأحوال فيحاسب نفسه على الأفعال فيجاهدها في العبادات والطاعات ليأتي بها كاملة الإخلاص نقية سليمة من شوائب الابتداع والرياء والعجب بالعمل مبتغيا بعمله وجه الله والدار الآخرة، ويحاسب نفسه ليوقع العمل الصالح ويفعله موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الالتزام بدوام العمل واستمراره بلا ردة ولا انقطاع، ويحاسب نفسه في نطقه وكلامه فلا يطلق لسانه في الكلام بالباطل والمحرم من الألفاظ، وليتذكر أنه قد وكل به ملكان يكتبان كل ما نطق به لسانه وكل ما عمل من عمل فيثاب على ذلك أو يعاقب.

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي: على المسلم أيضا أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس فإن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها، فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفذها أفلح وفاز، وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي، وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أوردته المحرمات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً