انتقد خبراء التربية المنظومة الجديدة للتعليم، والتي عرضها الدكتور طارق شوقي، علي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مؤتمر الوطني للشباب الأخير، الذي عقد بجامعة القاهرة، تلك المنظومة التي من المقرر تطبيقها في سبتمبر المقبل، علي طلاب مرحلتي رياض الأطفال، والصف الأول الإبتدائي، وأيضا طلاب الصف الأول الثانوي، لما عرف بالثانوية التراكمية، حيث أكد الخبراء أن ما عرضه وزير التعلي،م يعد مجرد عرض، ليس له ثوابت محددة أو وثيقة وملامح نستطيع الاحتكام إليها، عند اللزوم وهو ما قد يتسبب في افشال المنظومة الجديدة والهدف من تطبيقها في إصلاح نظام التعليم.
بداية أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أن ما قام الدكتور طارق شوقي، بعرضة خلال مؤتمر الشباب الأخير الذي عقد بجامعة القاهرة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو جيد وممتاز سواء في مرحلة الحضانة أو أولى ابتدائي أو في تغيير منظومة الامتحانات بالثانوية العامة.
وتابع مغيث قائلا:" ولكن يوجد بعض الملاحظات وهي أن ما عرضه الدكتور طارق شوقي هو مازال مجرد عرض، وليست موجودة كوثيقة نحتكم إليها عند اللزوم، كما أنها انها لم ترتبط بتطوير مختلف مفردات العملية التعليمية كالمناخ المدرسى، والإدارة التعليمية والمدرسة الفعالة والجاذبة.
وأضاف أن تلك المنظومة اكتفت بتطوير المواد الدراسية دون حديث عن فلسفة التغيير وأهدافه وضرورة تطوير المعلمين والتجاوب مع تلك المنظومة.
من جهته وجه الدكتور صلاح سرور، الخبير التربوي، رسالة إلى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن خطة تطوير التعليم الجديدة الخاصة بالتعليم الأساسي، مؤكدا خلالها أن هناك العديد من التجارب والاقترحات الخاصة بتطوير التعليم ولم تكمل بعد وتم إلغاها دون وضع ثوابت محددة لها.
وأضاف سرور، أنه تم تطبيق بعض التجارب والأنشطة غير المكملة لبعضها والتي تم إلغاؤها دون وضع ثوابت أساسية لا تتغير مما أدى إلى فقدان ملامح ثابتة للتعليم في مصر.
وسرد الخبير التربوي عددا من الملفات التي تم طرحها ولم تستكمل بعد مثل تطبيق ملف الإنجاز لفترة قصيرة ثم تم إلغاؤه، والتقويم الشامل التي تم إلغاؤه، وتطبيق جودة التعليم ثم اختفت الجودة، وإلغاء الصف السادس الابتدائي ثم العودة إليه مرة أخرى، وإجراءات امتحانات الصف الثالث الابتدائي ثم الغائها، امتحانات الصف السادس الابتدائي كشهادة على مستوى المحافظة ثم أصبحت على مستوى الإدارة، والتربية الفنية كمادة أساسية تضاف للمجموع لتنمية المواهب لدى الطلاب والطالبات ثم حذفت من المجموع.
وكذلك قرار أن تكون مادة الحاسب الآلي تضاف للمجموع ثم حذفها، ثم تدريس بعض الوحدات في الرياضيات ونقلها من صف إلى صف أدنى وأطلق عليها تطوير.
وأكد أن هذه بعض التغييرات التي تمت على التعليم الأساسي، دون أن تكمل بعضها البعض لتستفيد منها منظومة التعليم في مصر.
وأوضح الدكتور محمد عبد العزيز، الاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه بعد إعلان بداية تطبيق المنطومة الجديدة في التعليم، الجميع يتنظر أن تضع تلك المنظومة الأمل في إصلاح ما أفسده ترهل التعليم عبر عقود امتدت لأكثر من أربعون عام.
وأضاف أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن التعليم الصحيح يبدأ بمدخلات صحيحة ليخرج بمخرجات صحيحة وهي بناء الإنسان فهل ستقوم المنظومة المعلنة بتحقيق هذا الهدف، و أن وضع أي منظومة ينبغي أن يبدأ بوضع التحديات ثم اقتراح الخطط والحلول.
وتسأل عبد العزيز، كيفية قضاء منظومة التعليم الجديدة على تكدس الفصول مع الاستراتيجيات المقترحة التي تؤكد المؤشرات صعوبة تطبيقها ، وكيفية تحقيق البناء الجسدي والعقل للطفل المصري، والقضاء على الدروس الخصوصية ، على الرغم من أن أن القانون وحده لن يستطيع منعها.
وأكد أن ما أعلن لم يكن منظومة لأن المنظومة لها اركان بل كان اعلان لبداية آليات جديدة في بعض عناصر المنظومة التعليمية ستصطدم بواقع لايناسبها ام أنه مجرد تغيير في طرائق التدريس.