بدأ مئات العراقيين في محافظة البصرة (جنوب)، اليوم الإثنين، اعتصاما مفتوحا أمام حقل نفطي، ضمن احتجاجات تطالب بتوفير الخدمات العامة وفرص عمل ومكافحة الفساد.
وقال رافد الكناني، أحد المتظاهرين، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن "المئات من أهالي ناحية عز الدين سليم شمالي البصرة بدأوا اليوم اعتصاما مفتوحا".
وأوضح أنهم "نصبوا خياما أمام مدخل حقل غرب القرنة 2 (تتولى شركة لوك أويل الروسية تطويره)".
وأضاف الكناني أن "المعتصمين أبلغوا قوات الأمن المسؤولة عن الحقل عدم انسحابهم من المكان حتى تستجيب الحكومة الاتحادية لمطالبهم الخاصة بتوفير وظائف في الحقول النفطية، وتنفيذ مشاريع خدمية في الناحية".
ويأتي هذا الاعتصام في وقت ما يزال فيه المئات يعتصمون أمام حقل "غرب القرنة 1"، وتديره شركة أكسون موبيل الأمريكية.
وينتج هذا الحقل حاليا نحو 405 آلاف برميل يوميا، فيما ينتج حقل "غرب القرنة 2" نحو 400 ألف برميل يوميا، وهما من أضخم حقول النفط في العراق.
والبصرة هي مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ 9 يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوبي العراق، ذات الغالبية الشيعية.
وتتركز مطالب المحتجين حول تحسين الخدمات العامة، مثل الكهرباء والماء، وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد المستشري.
ويحتج المتظاهرون في البصرة قرب حقول ومنشآت النفط للضغط على المسؤولين لتوظيفهم في شركات النفط، التي تعتمد غالبا على أيدي عاملة أجنبية.
وتخللت الاحتجاجات، الشهر الماضي، أعمال عنف، خلفت 14 قتيلا من المتظاهرين، فضلا عن إصابة المئات من أفراد الأمن والمتظاهرين.
ولاحتواء الاحتجاجات، اتخذت الحكومة، خلال الأسبوعين الماضين، قرارات لصالح تخصيص وظائف حكومية وأموال.
كما تعهدت بتفيذ مشاريع لتحسين الخدمات في محافظات البصرة، ذي قار، المثنى، ميسان، الديوانية، كربلاء وبابل.
لكن المحتجين يقولون إن قرارات الحكومة لا تتناسب مع حجم مطالبهم، ويشككون في إيفاء الحكومة بوعودها.
ومنذ سنوات يحتج العراقيون، بوتيرة متقطعة، على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنويًا عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط.